ألتماير: مساعد ميركل المكلف بإدارة الملفات الصعبة
١٠ أكتوبر ٢٠١٥"لدي خطة"، هذا ما قالته المستشارة الألمانية يوم الأربعاء في برنامج تلفزيوني حواري حول موضوع اللاجئين. كان بإمكانها أيضا القول: "خطتي هي بيتر ألتماير"، فالسياسي البالغ من العمر 57 عاما هو منسق أنغيلا ميركل لتنفيذ البرنامج الخاص باللاجئين، الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا. ويعمل ألتماير منذ 2013 كرئيس لمكتب المستشارة، الذي يتولى فيه العديد من المهام. وأما عن تنامي سلطته مقارنة مع وزير الداخلية توماس دي ميزيير، قال رئيس مكتب المستشارية بعد يوم من تعيينه في هذا المنصب: " نريد أن نعمل مع بعضنا البعض لتحقيق أهدافنا". وبذلك كان ألتماير يقصد جميع الوزارات المعنية بهذا الموضوع. وهي كثيرة.
وبهذا فإن الرسالة واضحة: سياسة اللاجئين هي الآن قرار في يد القيادة. ومن أجل النجاح في هذه المهمة الصعبة سيحتاج ألتماير لمهاراته التي تعترف بها معظم الأحزاب السياسية. وهو ما يؤكده العديد من الموظفين العاملين في الحي الحكومي في برلين، حيث لا تسمع كلمة سيئة في حق ألتماير، بل على العكس من ذلك، فإنه يعتبر شخصا ودودا وموثوقا به، كما أنه يجمع بين روح الدعابة والحزم. وهذه الخصال ساعدته في المضي قدما في حياته السياسية. ولأنه يلتزم بالهدوء حتى في الأوقات العصيبة، قامت المستشارة أنغيلا ميركل بتعيينه عام 2012 كوزير للبيئة، حيث كان من بين أبرز مهامه آنذاك، إدارة ملف الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان.
حنكة سياسية وعلاقات جيدة
ومن أجل النجاح في هذه المهمة الحساسة استفاد ألتماير من خبرته وعلاقاته التي كان قد بناها منذ عام 2005، حيث كان يشغل منصب السكرتير البرلماني في وزارة الداخلية، وبعدها عمل ألتماير ابتداءا من سنة 2009 كمدير عام للكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي في البرلمان الألماني. وكان من بين مهامه في هذا المنصب، التوسط بين السلطات التنفيذية والتشريعية، وبين الحكومة والمعارضة. ومنذ تعيينه كرئيس للمستشارية أصبح لهذه المهارات دور أكبر.
ويبدو أنه كلما كانت المهمة أكثر تعقيدا كلما كانت أكثر إثارة وجاذبية لألتماير، فمنذ توليه لمنصب رئاسة المستشارية كان موضوع تجسس جهاز المخابرات الأمريكية على السياسيين والمؤسسات الألمانية من بين الملفات المعقدة التي اشتغل عليها. ولم يتردد ألتماير في استدعاء السفير الأمريكي جون إيمرسون في الصيف الماضي لإجراء محادثات معه. وهو ما يمكن اعتباره مظهرا من مظاهر التعبير عن استياء المستشارة من الحليف الأمريكي.
علاقات قديمة مع حزب الخضر المعارض
ألتماير كان لديه أيضا علاقات جيدة مع حزب الخضر منذ بداية تأسيس الحزب. وبفضل علاقاته الجيدة مع الحزب المعارض لم يعد مستحيلا الآن أن يكون هناك تحالف بين الحزب المسيحي وحزب الخضر، حتى على المستوى الاتحادي. كما يحظى ألتماير باحترام كبير من مختلف الأحزاب إلى درجة أن الكثير من السياسيين يفتقدونه كوزير في الحكومة الحالية. ولكنه يركز في الوقت الحالي على المهمة الإضافية التي كلفته بها المستشارة الألمانية، كمنسق لإدارة ملف اللاجئين.
وفي هذا الصدد أكد ألتماير بأنه قادر على النجاح في هذه المهمة، مشيرا إلى تصريح المستشارة الألمانية التي قالت " سننجح في ذلك". وهو ما يعبر عن ولائه للمستشارة. علاوة على ذلك فإن ألتماير مقتنع بالنجاح، خاصة وأن له تجربة كبيرة ككاتب عام في وزارة الداخلية، حيث كان يعمل أيضا على ملفات الهجرة واللاجئين بل ونجح كرئيس للمستشارية سنة 2014 في التوصل إلى اتفاق بشأن حق اللجوء. ويتعلق الأمر بإعلان البوسنة والهرسك ومقدونيا وصربيا دولا آمنة. ولم يكن ذلك ممكنا دون إقناع رئيس ولاية بادن-فورتمبيرغ من حزب الخضر فينفريد كريتشمان. وهو من بين النجاحات المهمة التي تحسب لبيتر ألتماير. ولهذا فبعد نجاحه في العديد من المهام الصعبة، يعول على ألتماير في النجاح في مهمته كمنسق لميركل لادارة ملف اللاجئين.
.