أفلام مشاركة في مهرجان البرليناله تركز على قضايا منطقة الشرق الأوسط
١٥ فبراير ٢٠٠٨فرقة موسيقى الهيفي ميتل العراقية "Acrassicauda، العقرب الأسود" كانت موضوع الفيلم الوثائقي الأمريكي الإنتاج "هيفي ميتل في بغداد، "Heavy Metal in Baghdad، الذي عرض في زاوية بانوراما. ويتطرق الفيلم إلى المعاناة اليومية، التي كان يمر بها أعضاء الفرقة لعزف موسيقاهم وسط القذائف، التي تتساقط يوميا على العاصمة العراقية ووسط حالة من الخوف تعتريهم أثناء ذهابهم للتمرين على عزف هذا النوع من الموسيقى التي كانت تلاقي إقبالا واسعا من الشباب العراقي.
ويمكن وصف قصة الفيلم بأنها قصة كل مواطن عراقي في العاصمة بغداد وبقية مدن العراق الأخرى، قصة البقاء على قيد الحياة في ظل مشاعر الرهبة وحالات التعقب من قبل المليشيات المسلحة في العراق. ويروي الفيلم أن أعضاء الفرقة نجحوا في الهروب إلى سوريا وهناك يبدأ صراع من نوع آخر. الصراع الداخلي الجديد، الذي يمر به هؤلاء الشباب في الأراضي السورية، يجمع ما بين الشعور بالأمان، مقارنة بالوضع في العراق، وإحساس الغربة والحنين إلى وطن يمزقه العنف. أما موسيقى فرقة "Acrassicauda، العقرب الأسود" العراقي فهي مزيج من إيقاع موسيقى الهيفي ميتل الغربية والألحان الشرقية وكلمات الأغاني تدور كلها حول الحرب والدمار ويغلب عليها الطابع السياسي.
"قواعد العمل المعتادة" ينافس على الدب الذهبي
أما في إطار الأفلام المتنافسة على جائزة الدب الذهبي للمهرجان فعرض في مهرجان برلين السينمائي الفيلم الوثائقي "Standard Operating Procedure، قواعد العمل المعتادة" حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها جنود من الجيش الأميركي في سجن أبو غريب في العراق، معطيا الكلمة لهؤلاء الجنود الذين اعتبروا أنهم حوكموا بسبب جرائم شجعت عليها قيادتهم. والفيلم، الذي قام بإخراجه إيرول موريس، يعد أول فيلم وثائقي يشارك في الدورة الثامنة والخمسين للمهرجان. يُذكر أن المخرج كان قد نال عام 2003 جائزة الأوسكار عن فيلم "The Fog of War ، ضباب الحرب".
وفي فيلمه الجديد قام المخرج الأمريكي بأبحاث على مدى سنتين انطلاقا من صور التقطت في سجن أبو غريب العراقي، الذي شهد فضيحة عام 2004 لمعتقلين عراقيين عراة تعرضوا للإذلال وسوء المعاملة من قبل حراسهم الأميركيين. وحتى الآن تمت محاكمة 11 جنديا فقط، وحكم عليهم بعقوبات تتراوح بين بضعة ساعات من العمل للمصلحة العامة وعشر سنوات في السجن.
وأراد موريس إعطاء الكلمة "لبعض الأشخاص الفاسدين" المسؤولين عن هذه الأفعال بحسب الرواية الرسمية، التي أعلنها آنذاك وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفليد. ويتحدث أمام الكاميرا ستة رجال وثلاث نساء يعطي كل منهم رواية مختلفة جذريا عما كان يجري في السجن الذي أصبح في نهاية 2003 "مركز الاستجواب" في العراق.
شجرة الليمون
فيلم "The Lemon Tree، شجرة الليمون" الإسرائيلي كان من الأفلام التي لاقت ردود فعل قوية من المشاهدين في مهرجان هذا العام. وقامت الممثلة الفلسطينية هيام عباس، التي عُرفت بأدوار متميزة في العديد من الأفلام الأخرى مثل "الجنة الآن" و"العروس السورية"، بأداء دور البطولة في الفيلم، الذي عرض في ركن البانوراما. ويتطرق الفيلم إلى قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال سيدة فلسطينية ليس لديها مورد دخل آخر سوى أشجار الليمون التي ورثتها عن أبيها. وما بين ليلة وضحاها ينتقل وزير الدفاع الإسرائيلي للعيش في المنزل المجاور لها. ونظرا للاحتياطات الأمنية يطالب وزير الدفاع الإسرائيلي السيدة بقطع شجرات الليمون لتامين المنطقة المحيطة بمنزله خشية تعرضه لهجمات الإرهابية.
وتلجأ السيدة الفلسطينية في النهاية إلى القضاء الإسرائيلي للدفاع عن شجرات الليمون مورد رزقها الوحيد. يُذكر أن الفيلم عرض باللغتين العربية والعبرية وشارك فيه ممثلون عرب وإسرائيليون.