Warum singst Du Deutsch
٤ أكتوبر ٢٠٠٩بدأ يوهانس شترته المغني في فرقة " ريفولفر هيلد Revolverheld" مشواره الفني معتمدا على أغاني البوب المكتوبة باللغة الألمانية. وهو يعتبر أن هذه فكرته، إلا أنه يضيف بأنه لا يختلف بهذا الخصوص عمن يعتبرهم مثلا أعلى له كنيرفانا وبيرل يام، فهما يغنيان أيضا بلغتهما الأم. وفي نهاية التسعينيات حاول البعض إثناؤه عن الفكرة بذريعة أن تلك الأغاني لن تلاقي رواجا، لاسيما بين متابعي المحطات الإذاعية التي تلعب دورا كبيرا في انتشار الأغاني الجديدة. لكن يوهانس يعرف بعد أن خاض تجربته الخاصة بأن كل ذلك غير صحيح تماما.
ترويض لغة بتضاريس معقدة
وبالرغم من تجربته الايجابية في الغناء بالألمانية، يعترف يوهانس بأن للغته الأم خصائص تجعل الغناء بها نوعا من التحدي. وهو عقد العزم على مجابهة هذا التحدي، فمن المهم بذل الجهد اللازم لتطويع الكلمة مع اللحن. ولا يمكن بالإضافة إلى هذا إيجاد الكثير من الكلمات الألمانية التي يسهل مطها عبر عدة مقاطع، كما أن التنغيم اعتمادا على إخراج الصوت من الأنف ليس بالأمر اليسير عندما تكون الألمانية هي لغة الغناء. ولا شك في أن تتابع الحروف الساكنة دون الفصل بينها بحروف صوتية هي ميزة من مزايا المفردات الألمانية، وهذا يعني بالضرورة أن تلحين وغناء نص ما يصبح أكثر صعوبة في هذه الحالة. لكنه يلفت النظر إلى أن تلك الميزة قد تضفي على الألمانية وقعا ساحرا ومميزا على الأذن في بعض الأحيان فالألمانية على حد وصفه، "لغة ذات تضاريس ومعالم بارزة".
نهضة ثانية وجمع الكثير من الأموال
وإذا كانت الألمانية تعرف بأنها لغة الشعراء والمفكرين، ولغة العلوم أيضا، فهل يمكن أن تصبح لغة الموسيقى كذلك؟ لا شك في هذا إطلاقا، ، إذ إن ذلك السبيل الأمثل للتميز عن الآخرين فيما يتعلق بالتعبير عن الذات. إن اللغة الألمانية بحر مفردات واسع يمكن الاغتراف منه، ومقارنة باللغة الفرنسية التي تحتوي على 300.000 مفردة، فإن عدد المفردات الألمانية يبلغ 500.000. والآن تشهد الساحة الغنائية تغيرا لم يكن ليخطر على البال منذ عشرين عاما، إذ ربع الأغاني المتربعة على قائمة أكثر أغاني البوب والروك نجاحا وذيوعا هي أغنيات باللغة الألمانية، وهذا بالطبع يدر أموالا طائلة على المغنيين والملحنين والمنتجين. وكما يبدو حاليا فإن اللغة الألمانية تعيش منذ سنوات عصر نهضتها الثاني، بعد بروز أغاني "الموجة الجديدة Neue Deutsche Welle"، وأصبح إشعال حماس الجمهور طربا وغناء ورقصا ممكن بالموسيقى المصحوبة بكلمات ألمانية، كما أصبح من الممكن أيضا عبر هذا جني الكثير من الأموال.
التعلق بالجذور أحد عوامل النجاح
لقد استغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن تحظى الأغاني الألمانية بهذا النجاح الكبير، وقد مهد هذا الطريق رواد الغناء بالألمانية مثل نينا Nena وليندنبيرغ Lindenberg وكرافت فيرك Kraftwerk، فهؤلاء لعبوا دورا كبيرا في تقبل الأغاني الألمانية من جديد بشكل واسع في المجتمع، كما يقول أودو دامين الأستاذ في أكاديمية البوب في مدينة مانهايم. واليوم تحتل الساحة الغنائية أسماء جديدة تحظى بشعبية واسعة، مثل يولي Juli، وسيلبر موند Silbermond وفير زنت هيلدن Wir sind Helden وغيرها. وهذه الفرق لا تريد تفويت الفرصة، إذ إنها أدركت بأن أغانيها تخاطب قطاعا عريضا من الشباب، وهذه الشريحة تجد الفرق التي تؤدي الأغاني بالألمانية أكثر مصداقية وتأثيرا من تلك التي تؤدي بالإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية. وكما يرى رينيه ميشائيلسن، الأستاذ في جامعة مدينة كولونيا فإن تطور أغاني البوب والروك في هذا الاتجاه، شبيه بذلك الذي شهدته أغاني الهيب هوب HipHop، فأنت كمغني لهذا النوع من الأغاني لا تصبح رائعا وجذابا ما لم تشير إلى المكان الذي تأتي منه، وإلى جذورك التي تنتمي إليها.
المؤلف: تيم فيسلينغ/ نهلة طاهر
مراجعة: ابرهيم محمد