أعمال عنف على هامش مظاهرة مناهضة لقمة مجموعة العشرين
٢٧ يونيو ٢٠١٠وقعت أعمال عنف متفرقة في شوارع أكبر مدن كندا أمس السبت، فيما نظم 10 آلاف شخص على الأقل مظاهرة سلمية في الوقت الذي اجتمع فيه قادة مجموعة العشرين ذات الاقتصاديات الرائدة في العالم في قمة حول الاقتصاد العالمي. فقد تم تحطيم عشرات النوافذ وسط مدينة ترونتو وأضرمت النيران في ثلاث سيارات للشرطة على الأقل. كما اعتقلت الشرطة أكثر من مائة شخص واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقة بعض الاحتجاجات التي اتسمت بالعنف ونسبت إلى مجموعة صغيرة من "الفوضويين". وألقيت الحجارة والزجاجات على رجال الشرطة الذين ارتدوا زى مكافحة الشغب، فيما حاولت بعض المجموعات اختراق المنطقة الأمنية حول مركز المؤتمرات الذي يجتمع فيه القادة مجموعة العشرين ذات الاقتصاديات الكبرى في العالم. وقال عمدة مدينة تورنتو ديفيد ميللر لقناة التليفزيون المحلية سي بي 24 "هذه ليست مدينتنا تورنتو. ورد فعلي هو الغضب".
وفي حين أن أعمال العنف كانت أقل حجما مقارنة بقمم عديدة سابقة لزعماء العالم، فإن مسئولي تورنتو فوجئوا بهذا المشهد. وتواجد نحو 12 ألف عنصر من قوات الأمن والشرطة في الشوارع، حيث بلغت تكلفة فاتورة الأمن إلى ما يقرب 1.24 مليار دولار كندي (970 مليون يورو). واقتحمت الشرطة حديقة عامة تجمع فيها المتظاهرون منذ يوم الجمعة واستخدموا الهراوات مع البعض الذين رفضوا مغادرة الحديقة وفقا لصحيفة تورنتو جلوب أند ميل. وأكد قائد شرطة تورنتو وليام بلير ذلك ولكنه نفى التقارير القائلة بأن حديقة كوينز أعلنت في وقت سابق بأنها "منطقة خطابة حرة". وقال بلير للصحفيين "كندا جميعها منطقة خطابة حرة، إلا أنه هناك حدود على حرية الخطابة".
استنفار أمني كبير
ويقع مركز المؤتمرات الذي يعقد فيه قادة مجموعة العشرين اجتماعهم خلف سياج يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار. واعترض متظاهرون طريق موكب رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو أثناء قدومه من المطار في طريقه إلى الفندق المقيم فيه وفقا لمصادر بالوفد ألأسباني. وقررت الشرطة أن الطريق غير آمن وانتهى الأمر بنزول ثاباتيرو في فندق آخر.
وكانت أغلب المطاعم و المحال التجارية بوسط المدينة في تورنتو وضعت ألواحا خشبية على الواجهات والنوافذ منذ أول أمس الجمعة تحسبا للمظاهرات التي اشتملت على مناهضين للعولمة ومؤيدين للحفاظ على البيئة ومدافعين عن حقوق العمال. ومنحت الشرطة سلطات خاصة مثيرة للجدل لاعتقال المتظاهرين على الفور في نطاق خمسة أمتار من محيط السياج الأمني في حالة رفضهم تحديد هويتهم أو مقاومة عمليات التفتيش الذاتي. ووصف منتقدون تورنتو بأنها "دولة بوليسية". جدير بالذكر أن رجال الإطفاء تدخلوا بسرعة لإخماد الحرائق التي أضرمت على بعد مئات الأمتار عن السياج الأمني الذي يحيط بمركز المؤتمرات حيث اجتمع القادة حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
(ط.أ/ د ب أ/ أف ب)
مراجعة: هشام العدم