more german stadiums going corporate
٢ أبريل ٢٠٠٨توصلت شركة دايملر لصناعة السيارات يوم الاثنين(31 مارس/آذار) إلى اتفاق مع نادي شتوتجارت الرياضي لكرة القدم يقضي بتغيير اسم ملعب النادي من ملعب جوتليب دايملر إلى ملعب مرسيدس بنز، وذلك مقابل 23 مليون يورو. الاتفاق تم بحضور عمدة مدينة شتوتجارت.
نادي شتوتجارت لم يطأ بذلك أرضا جديدة، فتقليد بيع أسماء الملاعب الرياضية بدأ في ألمانيا عام 1997، حيث غيرت مدينة فويرتس رونهوف اسم ملعبها إلى ملعب بلاي موبايل Playmobile. وبعد عامين، قرر نادي ليفيركوسن تغيير اسم ملعبه إلى ملعب باي ارينا BayArena. تلاه في عام 2001 نادي هامبورج، الذي منح ملعبه هوية جديدة، إذ حول اسمه من ملعب الشعب إلى ملعب اه او ال AOL.
منافع اقتصادية
وتواصل مسلسل تغيير أسماء الملاعب، حتى وصل اليوم عدد ملاعب فرق الدرجة الأولى، التي باعت حقوق أسمائها إلى شركات تجارية إلى أكثر من نصف عدد الفرق، فلم يعد من النادر أن يحمل ملعب اسم جينيرالي، أو كوميرتز بانك، أو فيلتينس، وكلها شركات أو هيئات تجارية.
ومن وجهة نظر اقتصادية تعود عملية بيع حقوق اسم الملعب، رغم غرابتها، بمنافع كثيرة على الأندية الرياضية، إذ تعينهم المبالغ التي يحصلون عليها على تجديد البنية التحتية للملعب، أو شراء لاعبين محترفين جدد يزيدون من قدرة النادي على المنافسة الرياضية. نادي شتوتجارت على سبيل المثال أعلن أنه سيستخدم الأموال التي حصل عليها في عملية تطوير الملعب، والتي ستبلغ تكلفتها الإجمالية 66 مليون يورو. بعض الأندية أو البلديات التي تسعى إلى إنشاء ملعب جديد، تلجأ إلى بيع حقوق اسمه من أجل تمويل عملية البناء. على سبيل المثال، تم بناء ملعب اليانتز Alianz Arena الضخم في مدينة ميونخ بهذه الطريقة.
بندكت روميلت الباحث في معهد الأبحاث الرياضية في مدينة يينا يقول "إذا أردت أن تبقى حاضرا في المنافسة الدولية، فعليك أن تشتري أفضل اللاعبين". مضيفا أن الأندية الألمانية إذا لم تسع إلى الحفاظ على المستوى الاقتصادي نفسه لنظرائهم الانجليز على سبيل المثال، فلن تكون هناك فرصة أمامهم للمنافسة. يذكر أن متوسط الميزانية الخاصة بأجور اللاعبين في أندية الدرجة الأولى الألمانية وصل الموسم الماضي إلى أكثر من 29 مليون يورو.
خيانة للمبادئ الرياضية؟
لكن بالرغم المنافع الاقتصادية التي تعود على الأندية من بيع حقوق أسماء ملاعبها، فإن عددا من مشجعي كرة القدم ينتقد ذلك ويرى أن الأمر خيانة لتقاليد الأندية وتسليع للرياضية. ومثلاً، بعد أن اشترى أحد البنوك حق اسم ملعب نادي نورنمبرج في ولاية بافاريا، وغيره من ملعب فرانكن(وهو اسم المنطقة الموجود فيها الملعب) إلى ملعب ايزيكردت easyCredit، كتب أحد المشجعين الغاضبين في منتدى لكرة القدم الألمانية: "هل تستطيع الحيتان الاقتصادية فعل كل ما يحلو لهم؟ ماذا بعد؟ هل سيتم تغيير اسم مدينة نورنبرج إلى مدينة ايزيكردت؟".
ولم تسلم عمليات تغيير أسماء الملاعب من احتجاجات المشجعين، فبعد أن تغير اسم ملعب نادي هامبورج إلى ملعب AOL، حمل المشجعون لافتة عريضة تحمل جملة "ملعب الشعب إلى الأبد"، مشيرين إلى الاسم الأصلي للملعب. كما رفضت بعض وسائل الإعلام استخدام الأسماء الجديدة للملاعب، مثل جريدة فيست دويتشه الجيماينه تسايتونج، التي وصفت الأسماء بأنها "غيلان لغوية".
المشجون سيتعودون
الباحث بندكت روميلت يرى أن الأندية الرياضية ستستمر في اتجاه بيع أسماء ملاعبها، بالرغم من انخفاض القيمة المالية للصفقة في الوقت الراهن. ويقول السيد مارك فريدريش أحد أعضاء رابطة مشجعي نادي شتوتجارت إنه لم يلمس رفضا واسعا من المشجعين لعملية تغيير اسم ملعب النادي، لاسيما وأن المبلغ المقابل سيساعد في عملية تطوير الملعب. ويضيف فريدريش "نحن لا نريد أن يستولي الاقتصاد على الرياضة، ولكني لا أرى أن هذا يحدث في شتوتجارت، لاسيما أن المدينة هي موطن مرسيدس".
موقع stadionwelt-business.de الذي يعنى بشؤون الملاعب الرياضية يرى أن المشجعين سيعتادون على تغيير أسماء ملاعب أنديتهم، وأن دخول الاقتصاد إلى تفاصيل الحياة الرياضية لن يصبح أمرا مستهجنا بمرور الوقت. وأشار الموقع إلى أن المشجعين يقبلون وجود إعلانات على القمصان الرياضية للاعبيهم منذ عقود.