أسطورة كرة القدم مارادونا ـ بين العبقرية والجنون؟!
٨ يونيو ٢٠١٠لا يعتبر فيلم المخرج الصربي Kusturica كوستوريكا حول لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا ، فيلما وثائقيا بالمفهوم الكلاسيكي، كما أنه ليس فيلما يعرض مارادونا البطل. المخرج طاف العديد من المحطات التي لعبت دورا بارزا في حياة اللاعب الأرجنتيني الشهير، وقام بزيارة حي لاروس الفقير الذي يقع جنوب العاصمة الأرجنتينية بوينيس آيريس، حيث ولد مارادونا عام 1960، ونشأ و حلم وهو في العاشرة من عمره بشيئين: "حلمي الأول أن أشارك في نهائيات كأس العالم، والثاني أن أفوز بكأس العالم لكرة القدم." ومن بين مشاهد الفيلم تلك التي تظهر مارادونا وهو يقف أمام زعيمي أمريكا اللاتينية "المناهضين للإمبريالية (هوجو شافيتز وإيفو موراليس ) " للتظاهر ضد سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والإدارة الأمريكية: وفي تلك المناسبة قال مارادونا:" تعتبر مشاركتي في هذه التظاهرة شرفا كبيرا لي كأرجنتيني."
مارادونا "الثائر"
وحتى يومنا هذا يعتبر مارادونا بالنسبة للعديد من هواة وعشاق كرة القدم أفضل لاعب على الإطلاق. فهو في نظر الكثيرين أسطورة كرة القدم، حيث فاز بكل الكؤوس والبطولات في الأرجنتين وأسبانيا وإيطاليا. إلا أن هذه الإنجازات الكروية التي حققها مارادونا لا تهم المخرج الصربي إيمير كوستوريكا في فيلمه، فهو يركز على الجانب الثوري في شخصية مارادونا.
فهو ابن الأحياء الفقيرة الذي نجح في أن يغزو نوادي أوربا وبالتحديد نادي FC Barcelona إلى أن يتم استبعاده خلال المباراة النهائية بين ناديه ونادي اتليتك بيلباو عام 1984 بعد أن نشبت مشاجرة بينه وبين لاعب الفريق الآخر. ثم انتقل مارادونا إلى نادي نابولي ليصبح رمز الخلاص للجزء الجنوبي الفقير من إيطاليا، الذي ينجح في التنافس أمام أندية الشمال الغنية مثل يوفينتوس تورين وآي سي ميلانو وإنتر ميلان.
حياة "فوضوية"
حياة مارادونا اقترنت بفضائح تعلقت بالنساء والمشاجرات والمخدرات وتناول المنشطات وعلاقته بالمافيا. وكل هذه الجوانب السلبية في حياة مارادونا يسلط عليها المخرج الصربي الضوء في فيلمه دون تسلسل أو تنسيق في حدوثها الزمني، وربما كان يهدف من ذلك التأكيد على حياة مارادونا الفوضوية. كما يعرض الفيلم ما لا يقل عن مائة هدف سجلها مارادونا خلال حياته الكروية، وكل هدف أجمل من الآخر. ويصور المخرج الصربي مارادونا كشخصية تمتزج بين العبقرية والجنون، والنجاح والسقوط إلى الهاوية، لاعب مازال يتمتع بالحفاوة والإعجاب وإنسان نجا من الموت عدة مرات. وهكذا طلع المخرج الصربي إيمير كوستوريكا بفيلم مشوق وبأسلوب ممزوج بالفكاهة والغرابة لواحد من عظماء كرة القدم.
الكاتب: بيرند سوبولا / هبة الله إسماعيل
مراجعة: منى صالح