أستراليا تغرق في الحزن غداة أزمة الرهائن
١٦ ديسمبر ٢٠١٤غرقت العاصمة سيدني في الحزن، واستفاق سكانها على وقع الصدمة والذهول إثر حادث احتجاز الرهان في مقهى وسط المدينة استمر لـ16 ساعة، قبل أن تقتحم الشرطة الاسترالية المدججة بالسلاح المقهى في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء (16 ديسمبر/كانون الأول 2014) حسب التوقيت المحلي وتحرر الرهائن، لكن العملية انتهت بمقتل رهينتين والمسلح هارون مؤنس /49 عاما/ الذي جاء إلى استراليا كلاجئ من إيران في عام 1996، عطفا عن إصابة أربعة آخرين.
وفي ساعات الصباح الأولى، توجه الأستراليون إلى محيط المقهى لوضع أكاليل الزهور، تعبيرا منهم عن حزنهم ومواساتهم لأهالي الضحايا وللرهائن المحررين. وعكست الصحافة الأسترالية الصادرة صباح الثلاثاء حالة الذهول المسيطرة على البلاد، مع طرح تساؤلات حول دوافع الجاني وانعكاسات الحادث على المجتمع ألأسترالي.
"تاريخ طويل..من الاضطراب العقلي"
من جهته، صرح رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت اليوم الثلاثاء بأن المسلح الذي احتجز الرهائن معروف جيدا لدى السلطات ولديه تاريخ من الاضطراب العقلي. وقال أبوت للصحفيين في مؤتمر صحفي مقتضب في كانبيرا "الجاني معروف جيدا لكل سلطات الدولة ... كان لديه تاريخ طويل من جرائم العنف والميل إلى التطرف والاضطراب العقلي". وأضاف أبوت "هذه الأحداث تظهر أن بلدا مثل بلادنا حر ومنفتح وسخي وآمن عرضة لأعمال عنف بدوافع سياسية".
وكان مصدر بالشرطة قد أعلن أن المسلح يدعى مان هارون مؤنس وهو لاجئ إيراني يواجه اتهامات متعددة منها ارتكاب اعتداءات جنسية والاشتراك في جريمة قتل. واحتجز الأخير عشرات الرهان في مقهى بقوة السلاح، وأمر بعضهم برفع علم تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي، قبل أن يطالب بعلم آخر للتنظيم بلسان بعض المختطفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع إطلاق تهديدات بتفجير المكان زاعما بأنه زرع عبوات ناسفة داخله.
الخارجية الإيرانية تندد
في المقابل، نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بحادث احتجاز الرهائن في أستراليا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنها القول إن "استخدام أساليب غير إنسانية وخلق حالة من الخوف والرعب باسم الدين الإسلامي الرحيم أمر لا يمكن تبريره في أي ظروف كانت".
وأعربت مرضية أفخم عن استغرابها "إزاء الأخبار غير الدقيقة والمبتورة التي تنشر حول هذا المهاجر الإيراني"، وقالت إن "السوابق و الحالة النفسية لهذا الشخص الذي هاجر إلى أستراليا قبل عقدين، قد تناولناها مرارا مع المسؤولين الأستراليين". وأكدت أفخم أن حالة المسلح كانت واضحة للمسؤولين المعنيين في أستراليا.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)