أزياء وألعاب وموسيقى تبهر الزوار العرب في مهرجان أكتوبر
٢١ سبتمبر ٢٠١٠ما يمتاز به مهرجان اكتوبر السنوي لهذا العام 2010 عن غيره من مهرجانات الاعوام السابقة، هو مرور مائتي عام على انطلاقه، وقد بدا اليوم الاول له بإقامة عروض سباقات الخيل في ساحة المهرجان، وجاء ذك استعادة لذكرى انطلاقته الاولى، حين امر ولي العهد الشاب لودفيج فون بايرن في السابع عشر من اكتوبر/ تشرين الأول من عام 1810 بإقامة حلبة لهذه السباقات في هذه الساحة، والقيام بعروض رياضية مشابهة للعروض الاولمبية الإغريقية القديمة، احتفالا بزواجه من الاميرة تيريزا فون ساكسون. وبدلا من انطلاقه في كل عام في السابع عشر من اكتوبر قرر منظمي المهرجان في سبعينيات القرن الماضي تقديم موعده ليكون في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول، كي يستمتع زوار المهرجان بأجواء هذا الشهر بدلا من شهر اكتوبر حين يبرد الطقس بشكل ملحوظ في جنوب المانيا، الا ان تسمية المهرجان لم تتغير رغم ذلك، واستمر سكان وادارة مدينة ميونخ بإقامة هذا المهرجان كل عام، وتطور مع مرور السنين ليكبر عن سابقه ويزداد عدد زواره ليصل الى ما يقارب الخمسة ملايين زائر من كل انحاء العالم ، مثلما كان الحال في العام الماضي.
تعدد الأزياء وتنوع الثقافات
في اليوم الثاني للمهرجان الذي بدأ فعالياته في 18 سبتمبر/ أيلول تم افتتاح مخيمات الشرب لمنتجي البيرة البافارية التقليدية المعروفة. وتم تخصيص اليوم الثالث لحدث مهم ايضا الا وهو عرض الملابس البافارية التقليدية، او ما يسمى بالدرندل او التراخت الذي تقوم بتنظيمه جمعيات الصيادين والملابس البافارية التقليدية.
وخلال العروض ترتدي النساء والرجال وحتى الأطفال القادمين من كل مدينة أو قرية في انحاء بافاريا الملابس التقليدية المميزة بمناطقهم، ويستعرضونها امام الحشود، منطلقين من قلب مدينة ميونخ الى مكان اقامة المهرجان عند مروج تيرزيا تحت أنغام الموسيقى البافارية التقليدية ايضا. وهذا ما يثير فضول ومتعة المشاهدة للعديد من زوار المهرجان من مختلف الجنسيات أمثال عائلة شتير من دولة الكويت، فقد كانت العائلة في زيارة سياحية لمدينة سالتزبورغ النمساوية المحاذية لبافاريا، وقدمت خصيصا لمشاهدة عروض الملابس والموسيقى حين سمعت بإقامة المهرجان في ميونخ اذ يقول رب العائلة: "جئنا من مدينة سالتزبورغ الى هنا لمشاهدة العروض التقليدية لمهرجان اكتوبر، وأكثر ما يثير إعجابنا هي الملابس التقليدية، خصوصا التي يرتديها الرجال".
ويتفق مبشار المغربي الأصل مع السيد شتير رايه ، فهو يرى بأن للمهرجان خصوصيته هذا العام ويضيف. "تذكرني هذه الملابس التقليدية التي يرتديها الناس هنا بألبستنا المغرب. بالطبع تختلف الملابس التقليدية في بافاريا عما نرتديه في بلادنا. الا ان حب الناس للفولكلور والتقاليد هو نفسه مهما اختلفت الثقافات"، يقول بشار الذي حضر مع عائلته إلى المهرجان.
اما النساء فقد أبهرتهن جمال الأزياء التقليدية البافارية التي ترتديها النساء العارضات هنا، وهذا ما دفعهن إلى التقاط الصور مع مجموعة من نساء مدينة ميونخ ممن يرتدين الزي التقليدي لسكان المدينة ليمتزج من خلال ذلك عالمين مختلفين بالثقافة والازياء من خلال صورة واحدة. ي هذا السياق تقول السيدة شتير معربة عن اعجابها بتنوع ألوان الملابس التقليدية: " لم نشاهد هذا الحشد الكبير من مختلف الالوان والازياء المثيرة بكل تلك التفاصيل الدقيقة. انه لأمر مبهر كيف يمكن للمرء صناعة هذه الملابس بكل تلك الحرفية. والجميل ان الكل يرتديها، حتى الأطفال".
تبادل الأدوار بين الكبار والصغار
وللصغار حصتهم هنا ايضاً، فقد قسمت ارض المهرجان الى قسمين، تلك التي تقام فيها مخيمات شرب البيرة والاخرى التي تبنى عليها وسائل الترفيه والالعاب ومسارح الصغار التي يرتادها الكبار ايضا. ربما رغبة منهم باستعادة ايام الطفولة التي مضت. هذا مادفع احمد، العراقي الاصل من بغداد لدخول احدى صالات المسارح المقامة هناك مع ابنته سارة التي قالت: "الالعاب ،انها رائعة، هذا ما يدفعني للمجئ الى هنا، انه لامر رائع ان اشاهد هذه الجموع الغفيرة من الناس الذين قدموا الى مدينتي، للمشاركة في مهرجان هذا العام". اما صديقتها نادية العراقية ايضا، فانها تشاطر سارة رايها، وتضيف :" تعجبني الحلوى هنا والملابس الجملية بالاضافة الى الأجواء وتعدد الألعاب".
اجواء المهرجان تناسب الجميع، من صغار السن الذين يهرعون الى مسارح الاطفال او الى المشاركة بالالعاب المقامة، وحتى الكبار ممن يركبون مع اطفالهم عربات العاب الاطفال. وللشباب ممن يريد ان يجرب شرب البيرة البافارية فان خيم منتجي البيرة مفتوحة لهم، ولكن ليس كل من يقوم بزيارة المهرجان يرغب بالدخول كما يقول بشار المراكشي: "في الحقيقة لا ندخل الى داخل المخيمات، انه امر غير ملائم لنا، لا تسمح تقالدينا او طبيعة ديننا بذلك، تكفينا متعة المشاهدة في الخارج، فهناك الكثير مما يمكن مشاهدته والاستمتاع به".
هنا على ارض يرغب الصغار بتقليد الكبار في ملابسهم، ويحن الكبار الى ايام الطفولة مما يدفعهم لمشاركة صغارهم ألعابهم. ولمن يرغب بشرب البيرة من الشباب فأقداحها متوفرة في الخيم العديدة. لكن وقبيل منتصف الليل لا يرى المرء هنا طفلا، فكل أطفال المدينة نيام. اما الشباب فقد اوصلت اقداح البيرة الكثيرين منهم إلى الثمالة، وحينها يبدأ الضحك والمزاح ليس فقط باللغة الألمانية.
عباس الخشالي - ميونخ
مراجعة: ابراهيم محمد