أزمة كورونا .. شركات ألمانية كبرى تسعى لحماية عمالها
١١ أبريل ٢٠٢٠أعلنت شركة "سيمنس" الألمانية العملاقة للصناعات الإلكترونية والهندسية أنها لا تعتزم شطب وظائف لديها رغم تداعيات أزمة جائحة كوروناعلى أعمالها.
وقال رئيس الشركة، جو كيزر، في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية، اليوم السبت (11 أبريل/ نيسان2020) إنه لا يستبعد إحالة المزيد من الموظفين إلى نظام العمل بدوام جزئي، المدعوم من الدولة، والذي انتقل إليه بالفعل نحو 1600 موظف لدى الشركة البالغ إجمالي موظفيها 120 ألف موظف. وأضاف : "لن يرحل أي شخص عن شركة سيمنس بسبب التقلبات المؤقتة في التوظيف".
وأوضح كيزر في تصريحاته التي تناقلتها وكالة "بلومبرج" للأنباء: "الوضع حاليا مختلف عما كان عليه عندما اضطرت الشركة إلى تكييف أعمالها مع تغييرات هيكلية، مثل التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة في تكنولوجيا محطات الطاقة"، وقال: "ولكن في أزمة مؤقتة، مثل تلك، لا شك في أنه بإمكاننا تجاوز ذلك معا!".
فولكسفاغن والحماية من العدوى
ومن جهته أكد مجلس العاملين في مجموعة "فولكسفاغن" الألمانية العملاقة لصناعة السيارات عزم الشركة توفير الحماية اللازمة للعاملين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد عند استئناف الإنتاج.
ولم يعلن رئيس مجلس العاملين، بيرند أوسترلوه، موعدا محددا لاستئناف الإنتاج عندما تحدث اليوم، حيث قال: "الأهم من الموعد بالنسبة لي هو أن يشعر كافة الزملاء والزميلات في مصانعنا بأنهم يتمتعون بالحماية من العدوى على نحو جيد، وأن يكون ذلك هو الواقع الفعلي عندما نستأنف العمل".
وذكر أوسترلوه أن استئناف الإنتاج يتوقف أيضا على الموردين وكذلك على مراكز تراخيص السيارات
وتعتزم فولكسفاغن طرح خطط استئناف تدريجي للإنتاج عقب عطلة عيد القيامة. وتم الاتفاق في المجموعة يوم الأربعاء الماضي على تدابير الوقاية من العدوى.
وقال أوسترلوه إنه سيُجرى تغيير مسارات في الإنتاج على نحو يضع حماية العاملين من انتقال العدوى في المقام الأول، وأضاف: "حيثما لا يمكن الالتزام بالمسافة الآمنة بين الأفراد، والتي ينبغي ألا تقل عن متر ونصف، سيرتدي الزملاء والزميلات الكمامات".
بي أم دبليو وما بعد انتهاء الجائحة
من جهته أعرب رئيس شركة "بي إم دبليو" الألمانية لصناعة السيارات، أوليفر تسيبسه، عن اعتقاده بأن السيطرة على تغير المناخ وتنمية الاقتصاد لا يجب أن يكونا في مواجهة بعضهما بعضا بمجرد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقال تسيبسه في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن التركيز يجب أن يكون على الابتكار التكنولوجي، الذي يعتبر "إجراء للتحفيز الاقتصادي"، موضحا أن الابتكار التكنولوجي "بإمكانه تعزيز الاقتصاد والإسراع في الوقت نفسه من تحول العملاء إلى التقنيات الصديقة للمناخ... وبهذه الطريقة يمكننا الجمع بين الانتعاش الاقتصادي والحماية الفعالة للمناخ بدلا من وضعهما في مواجهة بعضهما البعض".
وتشهد صناعة السيارات الألمانية، التي تعاني من تداعيات أزمة فضيحة التلاعب بالانبعاثات الكربونية، تراجعا في المبيعات، حتى من قبل أن تؤدي الجائحة إلى إغلاق مصانعها في أنحاء أوروبا. ومع استقرار عدد الإصابات الجديدة بكورونا المستجد في ألمانيا، تحول النقاش إلى كيفية جعل الشركات الكبرى مثل "بي إم دبليو" تعود إلى العمل مرة أخرى.
ع.أ.ج / ص ش ( د ب ا)