أزمة اللاجئين تخيم على مواجهة بايرن وأولمبياكوس
١٥ سبتمبر ٢٠١٥قدم فريق بايرن ميونيخ الألماني السبت الماضي صورة حضارية وتضامنية كبيرة، عندما أمسك كل لاعب من الفريق البافاري بيد طفل صغير من أبناء اللاجئين السوريين عند دخولهم لأرضية الملعب، خلال المباراة التي جمعتهم بفريق أوغسبورغ ضمن فعاليات الأسبوع الرابع من الدوري الألماني لكرة القدم (بونديسليغا).
وأظهر بايرن من خلال المبادرات المختلفة التي أعلن عنها لدعم اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، على أنه من الفرق الكبرى داخل الملعب، وحتى خارجه، وبكونه مدرسة تربوية وأخلاقية أيضا قبل أن يكون مدرسة رياضية.
مباراة رياضية ذات أبعاد سياسية
وفي انتظار خوض الفريق البافاري لمباراة ودية، كان قد أعلن عنها في وقت سابق، تخصص عائداتها المقدرة بمليون يورو لفائدة اللاجئين، رحل بايرن ميونيخ إلى اليونان لمواجهة نظيره أوليمبياكوس ضمن المباراة الأولى في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.
وتلقي أزمة اللاجئين بظلالها على هذه المباراة، خصوصا وأنها تجمع بين فريقين ينتميان إلى دولتين مختلفتين في مواقفهما بخصوص قضية اللاجئين. فبينما تقدم الدولة الألمانية، بما فيها أنديتها الرياضية دعما لا مشروطا للاجئين القادمين إليها، تُظهر اليونان موقفا متصلبا بهذا الخصوص، حيث دخلت قواتها في مواجهات مباشرة مع بعض اللاجئين الذين يريدون عبور الشواطئ اليونانية في اتجاه دول أوروبية أخرى.
وكانت ألمانيا قد هددت الدول التي تتلقى مساعدات أوروبية، ومنها اليونان، بقطع تلك المساعدات في حال إذا رفضت قبول حصتها من اللاجئين. بالمقابل يرى الكثير من اليونانيين أن ألمانيا تريد ممارسة الوصاية على أثينا في قضية اللاجئين وقبلها في أزمة الديون اليونانية أيضا.
بايرن مصر على العودة بنتيجة الفوز
لكن رغم هذه الأجواء السياسية التي تخيم على المباراة، فإن كل فريق على أرضية الملعب سيكون همه الأكبر هو الفوز وإحراز نقاط المباراة لتقوية حظوظه في التأهل لدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. كما أن بايرن ميونيخ سيهدف إلى الحفاظ على مسلسل انتصاراته المتتالية في مبارياته الافتتاحية بدور المجموعات في دوري الأبطال. ففي آخر 11 مشاركة له بالبطولة، حقق بايرن تسعة انتصارات في المباريات الافتتاحية.
وكانت آخر هزيمة مني بها البافاريون في هذا الدور أمام ديبورتيفو لاكورونا الإسباني في 2002 عندما خسروا بثلاثة أهداف لهدفين. ورغم هذا التفوق المعنوي، فقد حذر كارل هاينز رومينيغه، نائب رئيس نادي بايرن ميونيخ اليوم الثلاثاء من مباراة الغد، مؤكدا أن المواجهة لن تكون سهلة على الإطلاق.
أولمبياكوس خصم صعب المراس
بدوره يدخل أوليمبياكوس هذه المباراة بمعنويات عالية، حيث لم ينهزم في آخر ست مواجهات خاضها على ملعبه بدوري الأبطال، حيث سبق له أن تغلب على أتلتيكو مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، مما يجعله خصما صعب المراس على أرضه.
وسيفتقد الفريق البافاري في مباراة أوليمبياكوس لخدمات جناحيه فرانك ريبيري وآريين روبن، بيد أن غوارديولا بإمكانه الاعتماد على الدولي ماريو غوتسه، العائد بعد تعافيه من الإصابة التي حرمته من المشاركة في المباراة الأخيرة ضد أوغسبورغ.
ويصر مدرب بايرن ميونيخ على تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة، حيث طالب لاعبيه بضرورة "تقديم أفضل ما لديهم بنسبة 100%" لتلميع الصورة المخيبة التي ظهروا بها في المباراة الأخيرة محليا، حيث فازوا بصعوبة بهدفين لواحد، بعدما كانوا متأخرين بهدف دون مقابل أمام ضيفهم أوغسبورغ. نفس الأمر أكد عليه أيضا هداف الفريق توماس مولر، عندما قال "هدفنا الرئيسي كان وسيبقى مسابقة دوري أبطال أوروبا".
وفي المجموعة ذاتها، يلعب دينامو كييف الأوكراني مع ضيفه بورتو البرتغالي في مهمة صعبة لأصحاب الأرض، كون أن ضيوفهم لم يخسروا في زياراتهم الست الأخيرة لأوكرانيا أي مباراة.