أردوغان ينتقد ألمانيا ويتوعد بتدمير شبكة غولن
٧ أغسطس ٢٠١٦احتشد أكثر من مليون تركي في مدينة اسطنبول الأحد (السابع من أغسطس/آب) استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة واستعراض القوة في مواجهة انتقادات غربية لعمليات تطهير واعتقالات واسعة النطاق أعقبت المحاولة. ويتوج "تجمع الديمقراطية والشهداء" في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار أردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد لفوا أنفسهم بأعلام تركيا.
والغالبية العظمى من المحتشدين من أنصار أردوغان وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "أنت نعمة من الله يا أردوغان" و"مرنا أن نموت وسنفعل". لكن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها أحزاب معارضة في تجمع لمؤيدي الحزب الحاكم منذ عشرات السنين في الدولة التي يقترب عدد سكانها من 80 مليون نسمة. ونظم مؤيدو أردوغان في أقاليم تركيا الواحد والثمانين مظاهرات في نفس الوقت أذيع خلالها على شاشات عملاقة بث مباشر لتجمع اسطنبول الذي حضره أكبر رجال الدين الإسلامي وكبير حاخامي تركيا.
وفي خطابه قال أردوغان أمام مناصرين كانوا يهتفون "إعدام"، "إذا أراد الشعب عقوبة الإعدام فعلى الأحزاب أن تنصاع لإرادته"، مضيفا أن "غالبية البلدان تطبق عقوبة الإعدام". وأضاف أنه يجب تدمير شبكة الداعية التركي فتح الله كولن في إطار القانون.
وانتقد أردوغان ألمانيا بسبب منعه من التواصل عبر رابط فيديو مع مؤيدين له كانوا في مسيرة في وقت سابق هذا اشهر، وقال متسائلا "أين الديمقراطية؟" وأضاف إنهم " يغذون الإرهاب وسينقلب عليهم"، وقال إن ألمانيا سمحت لمتشددين أكراد بالبث عبر دائرة تلفزيونية.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمام الحشود إن كولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه الحكومة التركية بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، "سيعود إلى تركيا ويدفع ثمن ما اقترفه." أما رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي آكار فتوعد أمام الحشد بأن "الخونة" الذين كانوا وراء المحاولة الانقلابية سيتلقون أشد العقوبات.
واعتبر زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كيليجدار أوغلو أن المحاولة الانقلابية الفاشلة فتحت "بابا جديدا لحلول الوسط" السياسية، مؤكدا أن "هناك تركيا جديدة بعد 15 يوليو".
ودعا أردوغان زعماء المعارضة العلمانية والقومية الذين دعموا الحكومة ونددوا بالانقلاب إلى إلقاء كلمة أمام الحشود في مشهد يأمل أن يصور أمة موحدة تتحدى الانتقادات الغربية.، لكن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان، لم يشارك في التجمع بسبب عدم دعوته للمشاركة بزعم أنه يقيم صلات مع المقاتلين الأكراد في جنوب شرق البلاد.
وتعهد أردوغان بتخليص تركيا من شبكة كولن أنصاره في صفوف قوات الأمن والقضاء والجهاز الإداري بتدبير محاولة الاستيلاء على السلطة الشهر الماضي والتخطيط لإسقاط الدولة. وتعرض عشرات الآلاف للإيقاف عن العمل أو الاعتقال أو الاحتجاز لحين التحقيق في أعقاب محاولة الانقلاب ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة والقضاء وصحفيون وعاملون في المجال الطبي وموظفون، مما أثار المخاوف بين حلفاء تركيا الغربيين من أن أردوغان يستغل الأحداث لإحكام قبضته على السلطة.
يذكر أن كولن -الذي كان حليفا لأردوغان في السنوات الأولى بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحاكم السلطة في 2002- ندد بالانقلاب ونفى علاقته به.
ع.ج.م/ع. ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)