أردوغان يرهن مستقبله السياسي بالانتخابات البلدية
٢٩ مارس ٢٠١٤تتجه تركيا المنقسمة، سياسيا، والتي تواجه ردود فعل غاضبة دوليا جراء قرار الحكومة بحظر تويتر ويوتيوب، نحو انتخابات محلية يوم غد الأحد (30 آذار/ مارس 2014) في عملية تصويت ينظر إليها على أنها استفتاء على شعبية الحزب الحاكم. ويواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أكبر تحد له خلال العشر سنوات التي قضاها في السلطة، بما في ذلك اتهامات بالفساد ضد حلفاء سياسيين رئيسيين و سلسلة لا تنتهي من تسريبات صوتية من داخل الحكومة.
ومن المتوقع أن يحصل حزب أردوغان العدالة والتنمية المحافظ على أكبر نسبة من الأصوات. ويقول الحزب إنه يريد أن يؤمن على الأقل حصوله على نسبة الـــ 38 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات المحلية في عام 2009. و تظهر معظم استطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على نسبة تزيد على هذا الرقم. "من الواضح أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحقق النصر في الانتخابات، لكن يبقى السؤال بشأن الهامش الذي سيفوز به"، وفقا لــ ديميتار بيتشيف المسؤول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. وتعد هذه الانتخابات المحلية هي أول انتخابات منذ المظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة والتي انطلقت في أيار/ مايو في حديقة جيزي بارك وميدان تقسيم في اسطنبول.
دعوة أخيرة لإقناع الناخبين
وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت دعوة أخيرة إلى أنصاره الذين حثهم على توجيه "صفعة قوية" لخصومه في الانتخابات البلدية التي ستكون نتيجتها حاسمة لمستقبله على رأس الدولة. وبعد التزام الصمت لمدة 24 ساعة بسبب مشاكل في الحبال الصوتية، كرر اردوغان خطابه الهجومي في آخر مداخلة له في حملته الانتخابية التي ركزت على مدينة اسطنبول التي يشكل ناخبوها البالغ عددهم عشرة ملايين خمس ناخبي البلاد والتي سيكون خيارها مؤشرا على نتائج البلد كله.
وكعادته منذ أسابيع استهدف اردوغان بهجومه منظمة الداعية فتح الله غولن المتهمة بالتوغل في مؤسسات الدولة وتسريب محادثات سرية على الاإترنت بهدف الإساءة إلى صورته. وقال في أحد خطاباته الخمسة التي ألقاها اليوم في اسطنبول أمام آلاف من أنصاره كانوا يلوحون بعلم حزب العدالة والتنمية بألوانه الأزرق والأبيض والبرتقالي أن "بطاقة الانتخاب التي ستضعونها في صندوق الاقتراع غدا ستظهر جليا الصفعة التي ستوجه إلى الغشاشين".
المعارضة تحشد أنصارها على أمل الفوز في اسطنبول
كذلك اختتم زعيم حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، حملته في اسطنبول التي يأمل في أن يستعيدها من حزب العدالة والتنمية مع العاصمة أنقرة موجها هجوما شديدا للسلطة الحاكمة. وقال كمال كيليتشدار اوغلو أمام أنصاره "لقد عرضوا الجمهورية للخطر (...) إنهم يريدون التستر على الفساد ويريدون إخفاء السرقات التي اتهموا بها"، مضيفا "علينا تنظيف الطبقة السياسية من الذين يلوثونها".
وبعد أسابيع من حملة محمومة وعنيفة أحيانا، يبدو اقتراع الأحد وكأنه استفتاء على شعبية اردوغان (60 سنة) الذي تمسك أغلبيته الإسلامية المحافظة بزمام السلطة منذ نحو 12 سنة. إلا أن "الرجل العظيم" كما يسميه أنصاره أو"السلطان" كما يلقبه منافسوه تعرض قبل نحو عام لضربة قوية عندما خرج ملايين الأتراك في حزيران/ يونيو 2013 إلى الشارع يطالبونه بالاستقالة. ومنذ ثلاثة أشهر ازدادت عليه الضغوط مع الاتهامات الخطيرة بالفساد التي طالت معظم المقربين منه.
ع.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)