أردوغان يدعو ناخبيه إلى "تلقين درس" للمحتجين في الانتخابات المقبلة
٩ يونيو ٢٠١٣دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يواجه موجة احتجاجات ضد حكومته مستمرة منذ تسعة أيام اليوم الأحد (09 يونيو/حزيران2013) في أضنة (جنوب) ناخبيه إلى "تلقين درس" للمتظاهرين خلال الانتخابات البلدية المقبلة في آذار/مارس 2014. وقال أردوغان في خطاب نقلته قنوات التلفزيون التركية أمام الآلاف من أنصاره الذين جاؤوا لتحيته في مطار أضنة "لم يعد أمامنا سوى سبعة أشهر حتى الانتخابات المحلية. أريدكم أن تلقنوا هؤلاء درسا أول بالسبل الديمقراطية في صناديق الاقتراع".
وأبدى أردوغان مجددا تشدده إزاء حركة الاحتجاجات المطالبة بتنحيه في مختلف أنحاء تركيا. وقال إن المتظاهرين "جبناء إلى حد شتم رئيس وزراء هذا البلد"، مكررا استخدام مصطلحي "مخربين" و"فوضويين" في توصيف المتظاهرين. كما أكد رئيس الحكومة الإسلامية المحافظة، التي تقود البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، إن نظامه يمثل جميع الأتراك من دون تمييز. وقال "نحن حزب ال76 مليون" تركي.
وكان حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان رفض أمس السبت إجراء انتخابات مبكرة في حين تحدى آلاف المتظاهرين دعوته لإنهاء الاحتجاجات فورا. وقال حسين جيليك نائب رئيس الحزب الذي أسسه اردوغان منذ أكثر من عشر سنوات إن الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى في مواعيدها المقررة العام القادم وإن الانتخابات العامة ستجرى في 2015 . وقال للصحفيين بعد اجتماع للجنة التنفيذية للحزب في اسطنبول "الحكومة تعمل بانتظام. لا شيء يستوجب إجراء انتخابات مبكرة." ومضى يقول "العالم يواجه أزمة اقتصادية والأمور تسير بشكل جيد في تركيا. الانتخابات لا تجرى لمجرد أن هناك متظاهرين في الشوارع."
استمرار المظاهرات في ساحة تقسيم في اسطنبول
في غضون ذلك تواصلت الاحتجاجات ضد أردوغان، حيث نزل الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع اسطنبول وتجمعوا مرة أخرى في ميدان تقسيم بوسط المدينة حيث اشتبكت قوات الأمن المدعومة بطائرات هليكوبتر وعربات مدرعة مع المحتجين قبل أسبوع.
وفي مظهر نادر للوحدة قام مشجعون لأندية كرة القدم الرئيسية الثلاثة في اسطنبول وهي بشيكطاش وغلطة سراي وفناربخشة والذين ساعدوا في تنظيم بعض الاحتجاجات بمسيرة في ميدان تقسيم وهم يرددون هتافات تطالب اردوغان بالاستقالة وتدعو إلى "التكاتف في مواجهة الفاشية". وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين في حي كيزلاي بوسط أنقرة في ساعة متأخرة من مساء السبت في محاولة لتفريق المحتجين الذين قطعوا الطرق وأشعلوا النار في الشوارع . وحدثت مشاهد مماثلة خلال الليلة في حي جازي الذي تقطنه الطبقة العاملة في اسطنبول والذي شهد اشتباكات عنيفة مع الشرطة في التسعينات. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب ما يقرب من خمسة آلاف آخرين في شتى أنحاء تركيا منذ بدء أعمال العنف قبل أسبوع.
ش.ع / ح.ز (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)