أردوغان: تصفية خاشقجي جاءت من أعلى مستويات الحكومة السعودية
٢ نوفمبر ٢٠١٨أكّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الجمعة (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018) أنّ الأمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صدر من "أعلى المستويات في الحكومة السعودية"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هو فوق أي شبهة في هذه الجريمة.
وكتب أردوغان في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست "نعرف أنّ المرتكبين هم من بين المتّهمين الـ18 الموقوفين في السعودية. ونعرف أيضاً أنّ هؤلاء الأفراد أتوا لتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم: قتل خاشقجي والمغادرة". وفي المقال الذي حمل عنوان "السعودية ما زال أمامها الكثير من الأسئلة للإجابة عليها بشأن قتل جمال خاشقجي"، قال الرئيس التركي أيضاً "في النهاية نحن نعرف أن الأمر صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية".
وتابع "أودّ الإشارة إلى أنّ تركيا والسعودية تربطهما علاقات صداقة"، مضيفاً "لا يخالجني ولا لأيّ لحظة شعور بأن الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، قد أعطى الأمر ضد خاشقجي". ولفت الرئيس التركي إلى أنّه انطلاقاً من هذا المعطى "ليس لديّ أيّ سبب للاعتقاد بأنّ قتله يعكس سياسة المملكة العربية السعودية الرسمية. وبهذا المعنى، سيكون من الخطأ اعتبار قتل خاشقجي "مشكلة" بين البلدين".
وشدّد أردوغان على أنّ "البعض يأمل بأن تزول هذه "المشكلة" بمرور الوقت، ولكنّنا سنستمرّ في طرح هذه الأسئلة، التي تعتبر حاسمة بالنسبة للتحقيقات الجنائية في تركيا، وكذلك أيضاً لأسرة خاشقجي وأحبائه". وأكّد الرئيس التركي أنّه "بعد شهر من مقتله، ما زلنا نجهل أين هي جثّته. على أقل تقدير، يستحق دفناً مناسباً وفقاً للعادات الإسلامية".
على صعيد متصل، صرح مسؤول في حزب العدالة والتنمية التركي الجمعة أن جثة جمال خاشقجي "تم تذويبها" بعد قتله في قنصلية بلاده في إسطنبول قبل شهر. ويأتي هذا التصريح بعدما قال مسؤول تركي لصحيفة "واشنطن بوست" التي كان خاشقجي يكتب مقالات فيها، إن السلطات التركية تحقق في فرضية أن تكون الجثة تم تذويبها بالأسيد.
وأكد المسؤول التركي الذي لم تذكر الصحيفة الأميركية إسمه العثور على "أدلّة بيولوجيّة" في حديقة القنصلية تشير إلى أنّ عملية التخلّص من الجثّة تمّت في مكان غير بعيد من المكان الذي قُتل فيه خاشقجي. ولم تأذن السلطات السعودية للشرطة التركية بتفتيش بئر في حديقة القنصلية، لكنها سمحت لها بأخذ عينات من المياه لإجراء تحاليل، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وقال ياسين أكتاي المسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لصحيفة "حرييت" الجمعة "نرى الآن أن الأمر لم يقتصر على التقطيع بل تخلصوا من الجثة بإذابتها". وأضاف أكتاي وهو مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكان مقربا من خاشقجي "بحسب المعلومات الأخيرة لدينا، فإن سبب تقطعيهم الجثة هو أن تذويبها سيكون أسهل". وتابع "سعوا لضمان عدم ترك أي أدلة على الجثة".
في سياق متصل، دعت خديجة جنكيز خطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم جهود تركيا بالتحقيق في ملابسات مقتله والعثور على جثته. وانتقل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" وينتقد سلطات الرياض، في 2017 للعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة خشية التعرّض للاعتقال في السعودية التي شهدت حملات توقيف شملت كتّابا ورجال دين وحقوقيين وناشطات دفاعاً عن حقوق المرأة وأمراء وسياسيين.
وقالت جنكيز في رسالة مسجّلة تمّ بثّها في لقاء تكريمي لخاشقجي في واشنطن "أود أن أوجه هذه الرسالة إلى السيد ترامب: أطالبه بدعم الجهود القضائية التركية لمحاولة كشف ما حصل واكتشاف مكان جثته". وكانت جنكيز قالت الاثنين في لندن "أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء موقف القيادات في العديد من الدول وخاصة الولايات المتحدة".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر أوفد ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض وأنقرة لإجراء محادثات مع مسؤولي البلدين حول قضية خاشقجي. واعتبر ترامب في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "عملية التستر كانت الأسوأ في تاريخ هذا النوع من العمليات". لكن ترامب أكد مرارا أن أولويته هي الحفاظ على تحالف قائم منذ عقود بين بلاده والسعودية وحماية مبيعات الأسلحة للملكة.
ح.ع.ح/ع.ش(أ.ف.ب/ د ب أ)