أديب ألماني ينشر يومياته في الأنترنت عن اليمن
٩ يناير ٢٠٠٩في إطار المؤتمرات الأدبية التي نظمها المركز الثقافي الألماني في اليمن والمسماة بـ"البيت الألماني للتعاون والثقافة" تم تنظيم منتدى ثقافي يحمل عنوان "مؤلفات من الداخل ومن الخارج"، يجمع لفيفاً من الأدباء الألمان واليمنيين. ويهدف المنتدى إلى تفعيل لغة الحوار بين الأدباء المشاركين من خلال مناقشات حول وجوه الأدب المختلفة ونماذجه؛ إذ يقومون بقراءات أدبية في عدة مدن يمنية.
الأدب اليمني شبه مجهول في ألمانيا
ضمن فعاليات هذا النشاط الأدبي التقى الأديب الألماني غوي هلمينغر في صنعاء بخمسة من الأدباء اليمنيين، إذ شكل اللقاء مناسبة جيدة لتبادل الأفكار والتعرف على المواضيع الأدبية التي يعالجونها وعلى أنواع الأدب الذي يُقرأ في اليمن. وفي هذا السياق يشير هلمينغر إلى أن الأدب اليمني شبه مجهول في ألمانيا وقال: "فنحن لا نعرف الكثير عن الأدباء اليمنيين، كما أن أعمالهم لم تترجم على نطاق واسع. ثمة بعض المختارات التي صدرت، وهذه أعرفها، لكنها ما تزال قليلة جداً وغير قادرة على نقل صورة فعلية عن الأدب اليمني".
الكتابة عن اليمن تثير فضول اليمنيين
وفي السياق ذاته قام هلمينغر بقراءة أدبية في عدن مع الأديب ميشائيل روز، الذي ألف عدة كتب عن اليمن من بينها كتاب "الربع الخالي" ، ولاحظ خلالها الاهتمام الكبير من قبل الجمهور اليمني بما يكتب عن بلاده، وهو ما أكده هلمينغر بقوله: " لاحظت خلال قراءة ميشائيل روز عن اليمن أن الكتابة عن بلادهم تثير فضول اليمنيين إلى حد كبير، لهذا فكرت جدياً أن أختار في القراءات التالية نصوصاً من اليوميات التي كتبتها عن اليمن".
يوميات أديب ألماني بالعربية والألمانية
وينشر الأديب الألماني غوي هلمينغر يوميات أدبية عبر الإنترنت عن اليمن باللغتين العربية والألمانية، وتحمل مقالاته انطباعات عن اليمن، ترجم ثلاثة منها إلى العربية هي "السوق" و"منازل" و"وصول". وأهم ما يميز انطباعات الأديب الألماني "إعجابه الشديد باليمن" خاصة من حيث طراز البناء المعماري القديم الذي تشتهر فيه صنعاء، على حد تعبير هلمينغر. إضافة إلى ذلك، تلك الحفاوة اليمنية بالضيف التي قلما صادف قرينتها، فضلا عن أن هلمينغر يشعر بالسعادة لترجمة يومياته عن اليمن إلى اللغة العربية وإتاحة الفرصة للقارئ العربي للإطّلاع عليها، خاصة وأنه ينقلها من منظور "المدنية الأوروبية". غير أنه لا يُخفي أن ما يكتبه يحمل "طابع الفضول لمعرفة الكثير والجديد عن اليمن،" وهو ما يقابله اليمنيون باهتمام شديد، "الأمر الذي يفتح باب الحوار."
إذن، ليس من الصعب على من يقرأ ما دوّنه هلمينغر في يومياته، إدراك أن أفكاره تنبع بشكل عفوي مما يعايشه يوميا، فهو لا يخطط للمواضيع مسبقا، إنما توحي الأحداث له بها. ويبدو أن اليمن طابت للأديب الألماني فهو لا يستبعد أبداً عودته إلى اليمن بعد انتهاء عمله الأدبي الذي يشغله وقته حالياً.