أحداث بور سعيد - الحركات الشبابية تحمل العسكر المسؤولية وتحشد لمسيرات ضده
٢ فبراير ٢٠١٢أعلن التلفزيون الحكومي المصري اليوم الخميس ( 02 فبراير/ شباط 2012) أن الجيش "نشر قواته في بورسعيد لمنع مواجهات أخرى بين المشجعين". وحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة فقد قتل ما لا يقل عن 74 شخصا من بينهم شرطي في هذه المواجهات. كما أن رئيس الوزراء كمال الجنزوري سيترأس اجتماعا طارئا اليوم لمناقشة أحداث بورسعيد. فيما يجري في البرلمان المصري نقاش حول أحداث بور سعيد وتداعياتها.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن 47 شخصا اعتقلوا وان القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي أمر بفتح تحقيق حول ملابسات الحادث على الفور. كما أمر أيضا برفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات القوات المسلحة لعلاج المصابين في هذه الأحداث.
الحركات الشبابية تتهم العسكر
وأججت أحداث ستاد مدينة بور سعيد غضب الحركات الشبابية المصرية تجاه المجلس العسكري الحاكم الذي يتهمونه بالوقوف وراء "هذه المذبحة" ويحشدون لمسيرات جديدة ضده في ميدان التحرير. وفيما تسود حالة من الترقب في البلاد خشية وقوع مواجهات خلال المسيرات التي أعلن عن تنظيمها "التراس" (مشجعو النادي الأهلي) والحركات الشبابية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بدأ المجلس العسكري "اجتماعا طارئا بكامل هيئته لبحث الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الأحداث المأساوية"، حسبما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. وقام عشرات من مشجعي الأهلي، الذين لعبوا دورا مهما أثناء الثورة ضد مبارك، بمسيرة صباحية من أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو إلى ميدان التحرير المجاور الذي أغلقت مداخله وتوقفت حركة سير السيارات فيه.
وفي بيان أصدرته فجر اليوم اتهمت حركة 6 ابريل المجلس العسكري بالوقوف وراء الشغب في بورسعيد، معتبرة أن "الأحداث الأخيرة في البلاد ومن بينها عمليات السطو المسلح والبلطجة ومذبحة بورسعيد، ليست بمنأى عن المجلس العسكري سواء تخطيطا أو تنفيذا". وفي محاولة لاستيعاب حالة الغضب السائدة، اُقيل مدير أمن بور سعيد عصام سمك من منصبه بعد أعمال العنف هذه. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن وزير الداخلية محمد إبراهيم قرر إقالة سمك من منصبه "في أعقاب أحداث بورسعيد". وأكد بيان آخر صادر عن حركة شبابية أخرى وهي "الجبهة الحرة للتغيير السلمي" أن "المسؤولية تقع على عاتق المجلس العسكري والحكومة" في "هذه المذبحة التي لم تنتج عن إهمال جسيم يحاسب عليه القانون فحسب، بل تخطت ذلك إلى قيام قوات الأمن بمساعدة الأحداث عند وقوعها وعدم التحرك لوقفها أو منعها من الحدوث".
وقال الناشط وائل غنيم، الذي دعا من خلال صفحته على فيسبوك "كلنا خالد سعيد" إلى الثورة ضد مبارك مع حركات أخرى على رأسها "حركة 6 ابريل"، في تعليق كتبه على حسابه على تويتر إن "تصريحات المشير طنطاوي ورؤيته للأحداث تؤكد أن مصر في حاجة ماسة إلى قيادة حقيقية".
الإخوان يتهمون "فلول" مبارك
أما جماعة الإخوان المسلمين، التي أصبحت القوة السياسية الأولى في البلاد بعد فوزها بما يقرب من 74 بالمائة من مقاعد مجلس الشعب، فاعتبرت أن هناك "تدبيرا خفيا يقف وراء مذبحة" بورسعيد. وأكدت أن "تقاعس السلطة عن حماية المواطنين لا يمكن أن يقع تحت وصف الإهمال أو التقصير وحالة الانفلات الأمني في جميع أنحاء البلاد أفرزت حالات السطو المسلح على المصارف واستسهال القتل لأتفه الأسباب وتجرؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان والتعدي على شباب الإخوان المسلمين الذين سعوا الى تأمينه"، في إشارة إلى الصدامات مساء الثلاثاء بين شباب الحركات الاحتجاجية وشباب الإخوان.
واندلعت أحداث الشغب "فور قيام الحكم بإطلاق صفارة انتهاء المباراة بفوز فريق المصري 3/1 على فريق الأهلي، عندما نزلت جماهير فريق المصري إلى الملعب واتجهت نحو جمهور النادي الأهلي وهاجمته" بالحجارة الزجاج والألعاب النارية.
(ح.ز/ د.ب.أ/ أ.ف.ب/رويترز )
مراجعة: حسن زنيند