أجواء ترقب في مصر بعد إعلان الجيش مهلة يومين للقوى السياسية
١ يوليو ٢٠١٣قالت الصفحة الرسمية للرئيس المصري محمد مرسي على فيسبوك إن مرسي اجتمع اليوم الاثنين 1 يوليو تموز 2013، في القاهرة، مع وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء هشام قنديل. وأجلت الرئاسة المصرية مؤتمرا صحافيا كان مقررا لمساء اليوم الاثنين. وذلك بعد أن اصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بيانا جاء فيه أنها تمهل جميع الأطياف السياسية 48 ساعة كفرصة أخيرة للتوصل إلى حل لتحقيق مطالب الشعب.
وأمام التطورات المتسارعة في مصر حث الرئيس الأمريكي باراك اوباما حكومة الرئيس المصري اليوم على العمل مع المعارضة وبذل المزيد من الجهد لتنفيذ اصلاحات ديمقراطية، وقال إن المساعدة الأمريكية لمصر تعتمد على مثل تلك المعايير. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في تنزانيا ان الولايات المتحدة قلقة بشأن العنف في مصر وتحث كل الاطراف على العمل للتوصل لحل سلمي. وتقدم الولايات المتحدة لمصر معونة عسكرية حجمها 1.3 مليار دولار سنويا بالاضافة إلى مساعدات اخرى.
وقال أوباما "نشعر جميعا بالقلق تجاه ما يحدث في مصر." وأضاف "يتعين القيام بمزيد من العمل لتهيئة المناخ الذي يشعر فيه الجميع بسماع أصواتهم واستجابة الحكومة لهم وتمثيلهم على نحو حقيقي."
وفي القاهرة قال ياسر حمزة العضو القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين اليوم الاثنين إن "الجميع" يرفضون البيان الذي أصدرته القوات المسلحة وحدد مهلة للقوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج من الأزمة. وقال حمزة وهو عضو اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة لقناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية "الجميع يرفض بيان القوات المسلحة. الحلول ستكون في إطار الدستور." وأضاف "انتهى عصر الانقلابات العسكرية. هذا لن يحدث ولن تستطيع قوة في مصر أن تغامر بمستقبل هذا البلد."
وقد نفى الجيش المصري اليوم الاثنين أنه قام بانقلاب عسكري حين حدد مهلة 48 ساعة للسياسين لحل أزمة تعصف بالبلاد وإلا وضع خارطة للمستقبل تنفذ تحت إشرافه. وصدر البيان الجديد بعد ساعات من بيات حدد المهلة. وقال إن بيانه السابق استهدف دفع السياسين لإيجاد حلول للأزمة السياسية.
وفي بيان القوات المسلحة المصرية اليوم الاثنين إنذارا فعليا إلى الرئيس الإسلامي محمد مرسي لتقاسم السلطة إذ أمهلت القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على خارطة طريق لمستقبل البلاد وإلا تقدمت هي بخارطة من عندها. وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أذاعه التلفزيون الحكومي إن البلاد في خطر بعدما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع أمس الأحد للمطالبة بتنحي مرسي وتعرض مقر جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة للحرق والنهب.
حوادث أمنية واعتداءات وقلق دولي
وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن المصرية ألقت القبض اليوم الاثنين على 15 من حراس خيرت الشاطر الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين بعد تبادل لإطلاق النار لم يسفر عن أي إصابات. ونفى حزب الحرية والعدالة هذه الانباء ونقل عن الشاطر قوله إن سائقه الخاص تعرض للاختطاف عقب تبادل لاطلاق النار. وذكرت المصادر أن تبادل إطلاق النار وقع عندما توجهت قوات الأمن لإلقاء القبض على الحراس بتهمة حيازة أسلحة نارية غير مرخصة يشتبه في استخدامها في إطلاق النار على محتجين هاجموا المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين أمس الأحد.
ومن جهتها أكدت وزارة الداخلية المصرية أن الشرطة "لم ولن تخذل الشعب المصري العظيم الذي خرجت حشوده لتعبر عن رأيها بطريقة أبهرت العالم أجمع".وذكرت الوزارة ، في بيان صادر عنها تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه مساء اليوم الاثنين ، أن "جهاز الشرطة يجدد تعهده أمام الشعب المصري بالالتزام التام بالمهام المنوطة به في حماية المواطنين والمنشأت الحيوية للبلاد وضمان سلامة المتظاهرين". وأضاف البيان أن جهاز الشرطة يعلن تضامنه الكامل مع بيان القوات المسلحة حرصاً على الأمن القومي ومصالح مصر العليا وشعبها العظيم فى هذه المرحلة الفاصلة من عمر الوطن.
وقد أدانت الأمم المتحدة بشدة وقوع مصادمات عنيفة خلال المظاهرات الاحتجاجية الحالية في مصر أودت بحياة ما لا يقل عن 16 شخصا. وجاء في بيان للمنظمة الدولية نشر اليوم الاثنين في نيويورك أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أكد مرارا على ضرورة التزام جميع المشاركين في المظاهرات الحالية في مصر بالقوانين واحترام حق التظاهر السلمي. وأضاف البيان أن الأمم المتحدة تتابع الأحداث الجارية في مصر بدقة وتدين الاعتداءات على متظاهرات وتدمير مبان. وطالبت الأمم المتحدة المصريين بالعمل على إيجاد طريق يؤدي إلى حل مشاكلهم بالحوار السلمي ونوه البيان إلى أن "العالم يراقب مصر ويراقب كيف ستنفذ تحويلها إلى الديمقراطية لأن ذلك سيكون له تأثير مهم على دول أخرى في المنطقة تمر بموقف مشابه".
وخلال لقاء للرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا في إسرائيل أعرب الرئيس شيمون بيريز اليوم الاثنين عن الأمل في أن تهدأ الأمور في مصر قريبا. وقال بيريز، حسب صحيفة"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني:"لانعرف كيف سوف تتطور الأحداث في مصر ونأمل أن تهدأ الأوضاع قريبا". وأضاف :"نرى أن النزاع في الشرق الأوسط بين السكان يعود إلى عدم تلبية الاحتياجات مثل الجوع والتوظيف. يتعين علينا التحرك بسرعة لتوفير هذه الاحتياجات لهذه الشعوب".
م. أ. م/ م. س (أ ف ب، د ب أ)