أثينا تتخلى عن الاستفتاء والقادة الأوروبيون ينتظرون منها"أفعال"
٤ نوفمبر ٢٠١١تراجع رئيس الوزراء اليوناني، جورج باباندريو، يوم الخميس (3 تشرين الثاني/ نوفمبر)، عن قراره بإجراء استفتاء مثير للجدل على خطة الانقاذ الأوروبية، وتجاهل ضغوطا مكثفة لتقديم استقالته، بل وطالب حزب المعارضة الرئيسي بدعم الاتفاق.
وعلى الفور أبدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ترحيبا حذرا بإلغاء رئيس الوزراء اليوناني إجراء استفتاء بشأن حزمة الإنقاذ الأوروبية وبإصدار إشارات تدل على أن المعارضة ربما تكون مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، بينما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها ستواصل الضغط على اليونان حتى الخروج من أزمة الديون الراهنة، مؤكدة أن الدفعة السادسة من المعونات المقدمة إلى اليونان، وقدرها ثمانية مليارات يورو، لن تقدم إلا بعد أن تلتزم اليونان بواجباتها. وقالت ميركل، الخميس خلال لقاءات مجموعة العشرين بمدينة كان الفرنسية، على خلفية إمكانية تغيير القيادة في اليونان: "ما نأبه له هوالأعمال وليس أي شيء آخر"، مشيرة إلى أنها لم تتمكن "من رؤية أعمال ملموسة حتى الآن".
وكان باباندريو قد أشعل فتيل أزمة عالمية، الاثنين الماضي، عندما أعلن أنه سيدعو لإجراء استفتاء على الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي لخفض قيمة الدين السيادي المستحق على اليونان، في مقابل فرض إجراءات تقشفية أكثر صرامة. وسبب الاستفتاء المقترح حالة صدمة في الأسواق العالمية وأثار ردود فعل غاضبة من جانب قادة الدول الذين يرون أنهم صكوا اتفاقا قويا مع اليونان لتسوية أزمة ديونها. وعدل رئيس الوزراء عن رأيه بشأن الاستفتاء بعد أن أبدى رفاقه في الحزب الاشتراكي الحاكم اعتراضهم القوي على خططه، وبعد اجتماعه في وقت متأخرمن يوم الأربعاء والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
استفتاء حاسم لحجب الثقة
ويخوض رئيس الوزراء اليوناني اقتراعا على حجب الثقة عن حكومته في البرلمان، منتصف ليل اليوم الجمعة. وقال إيلياس ميسيالوس الناطق باسم الحكومة إن المسؤولين الحكوميين دعوا حزب المعارضة الرئيسي المحافظ "الديمقراطية الجديدة" للانضمام لمحادثات حول خطة الانقاذ. وقال وزير المالية إيفانجيلوس فينيزيلوس إن الاتفاق سيحتاج إلى أغلبية ساحقة تبلغ 180 صوتا من أصل 300. ويمتلك حزب باسوك برئاسة باباندريو 152 مقعدا في البرلمان المؤلف من 300 مقعد، ولكن عددا من نواب حزبه هددوا بحجب الثقة عن حكومة باباندريو إذا لم يشكل حكومة ائتلافية.
ومن جانبه جدد زعيم "الديمقراطية الجديدة" أنطونيس ساماراس دعوته، في وقت متأخر من يوم الخميس، لباباندريو كي يستقيل، وانسحب مع أعضاء حزبه من المناقشة البرلمانية. وقال إن النواب المحافظين سيعودون للمشاركة في اقتراع حجب الثقة. وكان ساماراس أوضح في وقت سابق أنه سيوافق على حكومة مؤقتة على أن تجرى الانتخابات في المستقبل القريب. واقترح باباندريو تشكيل ائتلاف قصير المدى يقوده شخصيات غير سياسية لضمان تلقي اليونان الشريحة التالية من القرض والبالغة قيمتها 8 مليارات يورو، مع تعهد بإجراء الانتخابات بعد وقت قصيرمن تشكيل الائتلاف. وورد اسم نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق لوكاس باباديموس لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة.
(ف. ي/ د ب ا، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي