آلاف اللاجئين يترقبون فرصة العبور إلى أوروبا عبر المتوسط
١٢ مايو ٢٠١٦تنتقد أولريكه فون بيلار من منظمة "أطباء بلا حدود" الأوضاع الحالية بقولها:" بالنسبة للاجئين البحر المتوسط بين شمال إفريقيا وإيطاليا هو الطريق الوحيد حاليا للتوجه إلى القارة الأوروبية". منظمة "أطباء بلا حدود" لديها حاليا سفينتان تبحران في البحر المتوسط وأخرى ثالثة تديرها بالاشتراك مع منظمة "SOS Méditerranée". وتقول بيلار:"السفن الثلاثة تجوب المناطق التي نتوقع مرور قوارب فيها".
ورغم أن السفينة الأولى غادرت مقرها الشتوي قبل أسبوعين فقط، فإنها نفذت عدة تدخلات، فالسفينة "Dignity 1" شاركت في نهاية أبريل في إنقاذ أكثر من 300 شخص، وفي الجمعة الماضية انتشلت السفينة Bourbon Argos" " 121لاجئا كانوا تائهين في قاربهم المطاطي وسط البحر. أما شرطة خفر السواحل الإيطالية فقد تحدثت عن 1800 شخص تم إنقاذهم في غضون 24 ساعة. ويتوقع خبراء أن يرتفع عدد اللاجئين في "طريق البحر المتوسط" خلال الشهور المقبلة. وتفيد المنظمة الدولية للهجرة بأن "ذلك الطريق" يتطور إلى مسلك مفضل للاجئين.
وقال المتحدث باسم هذه المنظمة جويل ميلمان:"نحن منتبهون لما سيحصل في الشهور المقبلة"، ويشير إلى أن هذا الطريق يُستخدم حاليا من قبل مهاجرين من غرب إفريقيا والقرن الإفريقي، وليس من طرف السوريين والعراقيين والأفغان. ولا يُستبعد أن يحاول هؤلاء أيضا في المستقبل القريب العبور إلى أوروبا من البحر المتوسط ، لأنه قبل فترة وجيزة كانت غالبية اللاجئين تعبر من تركيا إلى اليونان ومنها عبر دول البلقان إلى أوروبا الوسطى. لكن منذ إغلاق طريق البلقان وتعذر العبور عبر بحر إيجة، لم يعد المهاجرون يأتون من تلك الجهة.
حصار في البلقان
أحد الأسباب التي أدت إلى في توقف الهجرة من تلك المنطقة يتمثل في اتفاقية اللجوء المبرمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والتي تنص على أن تستقبل تركيا جميع اللاجئين الذين ينتقلون إلى اليونان بصفة غير شرعية عبر أراضيها، وعلى هذا الأساس يمكن أن يصبح طريق البحر المتوسط إلى إيطاليا طريقا بديلا للاجئين.
حتى الآن لم تتأكد توقعات ارتفاع أعداد اللاجئين. وتكشف بيانات هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 31.000 مهاجرا وصلوا منذ مطلع العام عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا. في عام 2015 وصل عددهم في الشهور الأربعة الأولى إلى نحو 26.000 شخص. وقد وصل إلى أوروبا في هذا العام، حسب المنظمة الدولية للهجرة 192.500 لاجئ. وتؤكد المنظمة أيضا أن حصيلة الضحايا في رحلة العبور المحفوفة بالمخاطر كانت في الشهور الأربعة الأولى لهذا العام بمستوى 1.357 ضحية، وأن غالبية الضحايا لقوا حتفهم في البحر المتوسط. وخلال 2015 مات في البحر المتوسط نحو 3.000 شخص ـ في حين تحدث خبراء عن أرقام غير معروفة.
العودة إلى شمال إفريقيا
وتساهم دول الاتحاد الأوروبي من خلال مهمة "صوفيا" في عمليات إنقاذ اللاجئين في البحر. في الوقت نفسه ينفذ الاتحاد الأوروبي إجراءات تأمين حدوده الخارجية، وفي هذا الإطار اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في أبريل من العام الجاري على منح الحكومة الليبية مساعدات مالية بقيمة 100 مليون يورو لإعادة تشكيل شرطة خفر السواحل. كما يتم التفكير أيضا في إقامة مركز إيواء للاجئين في ليبيا لمنعهم من مواصلة السفر إلى أوروبا.
وكانت ألمانيا قد أبرمت اتفاقيات ثنائية مع عدة بلدان ينطلق منها اللاجئون أو يعبرونها، بهدف التخفيف من عدد المتوافدين على أوروبا. في هذا السياق تسعى الحكومة الألمانية إلى تصنيف المغرب والجزائر وتونس كدول آمنة لوقف الهجرة من تلك البلدان المغاربية إلى ألمانيا، وسيناقش البرلمان الألماني هذا التصنيف بشكل نهائي يوم الجمعة المقبل (13 مايو 2016) ليُعرض لاحقا على مجلس الولايات في الـ 10 من يونيو المقبل للمصادقة عليه. ويواجه المشروع انتقادات قوية من قبل بعض الساسة والمنظمات بسبب وضع حقوق الإنسان في بلدان المغرب العربي الثلاث.