آباء كبار السن بين المسؤولية العائلية والتعليقات الحرجة

تختلف الأسباب التي تدفع بالرجال المتقدمين سنا إلى الإنجاب. فمنهم من يرى في هذه الخطوة عودة إلى الشباب، ومنهم من يدفعهم الثراء والشهرة إلى الزواج من فتيات في مقتبل العمر، ما يجعلهم يخوضون تجربة الإنجاب مرة أخرى. بيد أن الإنجاب في سن متأخر لا يخلو في كل حال من الأحوال من بعض الجوانب السلبية بالنسبة للطفل.

وجاء في الموقع الإلكتروني لصحيفة "فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" الألمانية أن الأطفال يشعرون بفارق السن الكبير بينهم وبين آباءهم، مقارنة بأقرانهم الآخرين.

وصرحت أحد الفتيات أنها كانت على علم أن أباها سيتوفى عن قريب، وأن الأخير كان دائما يشعر بالحرج من سماع تعليقات تتعلق بفارق السن الكبير بينهما. وقالت إنها فقدت أباها وهي في سن الثامنة من عمرها وحزنت عليه وكانت تتمنى أن يكون لها أب شاب. تعتقد الفتاة بأن العمر المتأخر للآباء يمنعهم من رعاية الأبناء على أحسن وجه، بحكم أن الطفل الصغير يتطلب مجهودا ونشاطا أكبر.

وارتفع في ألمانيا عدد الآباء الذين أنجبوا في عمر متأخر بشكل ملحوظ، ففي عام 2000 كان كل مولود من أصل 120 لأب يبلغ من العمر خمسين عاما وما فوق؛ في ما تشير الأرقام الصادرة عن عام 2012، أن كل طفل من أصل 69 لأب في الخمسين وما فوق.

مزيد من التجربة والتوازن

بيد أن الصحيفة الألمانية أشارت أيضا إلى إيجابيات الإنجاب في سن متأخر، فنقلا عن عالم النفس والباحث في شؤون الأبوة بمعهد الشباب الألماني بمدينة ميونيخ أندرياس آيكهورست، فإن الآباء المتقدمين في السن يمنحون أطفالهم ما يحتاجونه من حب وعطف ومحبة وأمن وحماية وراحة ورعاية. ويقول الباحث إنه وفي عمله اليومي يصادف مواقف حرجة بين آباء شباب خلال تعاملهم مع أطفالهم الصغار، وبالتالي فإنه واثق من أن السن المتقدم له ميزة كبيرة، لكونه يمد الآباء بخبرة تفوق خبرة الآباء الشباب. كما أن الآباء الأكبر سنا يوفرون محيطا أهدئ لأطفالهم ويتحركون ضمن شبكة تحكمها علاقات اجتماعية ومهنية أقوى، ويمكن للطفل الاستفادة منها فيما بعد.

ع.ع. / و.ب