#MeToo - خمس سنوات على "هاشتاغ" هزّ العالم
٦ أكتوبر ٢٠٢٢عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 مقالة بعنوان "هارفي واينستين دفع أموالاً على مدار عقود لإسكات نساء يتهمنه بالتحرش الجنسي"، لم يكن يخطر بخلد القائمين على الصحيفة أنهم بذلك يطلقون ظاهرة إعلامية عالمية.
في المقال المذكور، بينت الصحفيتان جودي كانتور وميغا توهي كيف كان المنتج السينمائي للكثير من الأفلام الحائزة على جائزة الأوسكار يعتدي جنسياً على النساء ويتحرش بهن على مدار عقود. وتتظاهر النساء الآن ضد العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم، وتدعو النسويات في الغرب إلى إعادة هيكلة النظام.
نشأت حركة #MeToo (#مي_تو) نتيجة لذلك المقال عن المنتج الهوليودي الشهير؛ إذ دعت الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2017، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي النساء من ضحايا التحرش الجنسي للإدلاء بشهاداتهن باستخدام وسم (هاشتاغ) #MeToo (معناه: أنا أيضاً). تم استخدام الهاشتاغ 200000 مرة على تويتر في اليوم الأول. في اليوم التالي وصل العدد إلى أكثر من نصف مليون. وانتشر #MeToo في أكثر من 85 دولة وبكثير من اللغات.
وكانت الناشطة الحقوقية تارانا بيرك هي أول من استخدمته في عام 2006 في الشبكة الاجتماعية "My Space" في قضية خاصة بضحايا العنف الجنسي بحق يافعين.
ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد خمس سنوات، يقبع هارفي واينستين في السجن بعد إدانته بالاغتصاب والحُكم عليه بالسجن 23 عاماً. وحُكم على مشاهير آخرين بالسجن، على سبيل المثال الممثل الأمريكي بيل كوسبي. كما حكم على المصور الفرنسي جان كلود أرنو بتهمة اغتصاب امرأة، ما أوقع الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل في الأدب كل عام والتي كان عضواً فيها، في حرج وصل لدرجة أنها قررت حجب الجائزة لعام 2018.
فازت جودي كانتور وميغا توهي، إلى جانب الصحفي رونان فارو، بجائزة بوليتزر الأمريكية المرموقة عما قدموه للشأن العام في كشفهم لجرائم هارفي واينستين. وبعد ذلك تم إنتاج فيلم في هوليوود من إخراج الألمانية ماريا شرادر يحمل عنوان "She Said" (بالعربية: "هذا ما قالته") عن التحقيق الصحفي لجودي وميغا.
بعد ذلك أصبح الحق في الإجهاض أحد القضايا المهمة في النقاش الذي أطلقه وسم #مي_تو. في ألمانيا وفي عام 2022، تم تخفيف الشروط القانونية عن الإعلان عن عمليات الإجهاض، التي كانت تجعل من المستحيل على الأطباء الإعلان عن الاستعداد لإجراء عمليات الإجهاض على مواقعهم الإلكترونية. في عام 2022 وحده، نُظمت مظاهرات #MeToo من أجل حقوق المرأة في باريس وأمستردام وكاتماندو، عاصمة نيبال.
نجاحات وانتكاسات
بالتوازي مع نجاح الحركة، يمكن رصد "نكسات". ويمكن وصف ذلك ببساطة: عندما تلفت حركة اجتماعية الانتباه، وتؤدي إلى إحداث تغييرات - كالإقالات من العمل، وقرارات قضائية، وحتى تغييرات في القانون - يكون هناك رد فعل. في الولايات المتحدة، عيّن الرئيس السابق دونالد ترامب المحامي بريت كافانو قاضياً في المحكمة العليا في 2018، على الرغم من مزاعم خطيرة ضده بالاعتداء الجنسي.
في عام 2022، نقضت المحكمة العليا الأمريكية حكماً أصدرته محكمة عام 1973 (يُعرف باسم "رو ضد وايد" على اسمي مقدمة الشكوى والنائب العام آنذاك). وكان ذلك الحكم، الصادر قبل نحو نصف قرن، قد كرّس لعقود من الزمن حقوق الإجهاض في أنحاء الولايات المتحدة.
كما شددت المجر تشريعات الإجهاض. وفي العام نفسه 2022، أظهرت المحاكمة القضائية، في شكوى الممثلة الأمريكية أمبر هيرد ضد زوجها السابق جوني ديب، للجمهور العالمي أن النساء اللواتي يجرؤن على التحدث علناً عن العنف بحقهن ما زلن يواجهن الشماتة والازدراء.
الأفعال بدل الأقوال
بينما تخاطر النساء في أفغانستان وإيران بحياتهن من أجل حقوقهن الإنسانية بعد خمس سنوات من حملة #MeToo، تدعو الناشطة النسوية البريطانية لورا بيتس الغرب اليوم إلى قرن القول بالفعل: في كتابها "غيروا النظام وليس النساء"، تحث لورا على الضرورة للإصلاح في القضاء والشرطة والسياسة والتعليم والإعلام.
كشفت حركة #MeToo أن العنف الجنسي ضد المرأة مشكلة عالمية ممنهجة. تدعو لورا بيتس، التي أسست "مشروع التحيز الجنسي اليومي"، إلى استخلاص الدروس: "لن يتغير شيء، حتى ندرك أن المشكلة في النظام وليس في النساء"، كما كتبت في العام الخامس بعد انطلاق حركة #MeToo.
كريستين لينن/خ.س