DW على حدود بولندا: لم تنس ليليا غيتارها.. تغني وتبتسم وتبكي
٦ مارس ٢٠٢٢"لم نكن ننام لا ليلا ولانهارا، القصف مستمر والقوات الروسية تطوق المدينة من كل مكان" تقول آنا، سيدة في نهاية الثلاثينات من عمرها، معها ابنتها جين، وقفن على مسافة عند معبر كروشينكا الحدودي.
بصحبتهن الجدة، وفتاة أخرى ترغب في بلوغ ألمانيا واللحاق بشقيقها، من حسن حظه أنه كان في زيارة قبل أسبوعين إلى ألمانيا، وقرر البقاء.
سألت آنا أين وجهتها، أين ستسكن؟ قالت: "أعمل في شركة نقل دولية، وقد حجزت لي الشركة مع ابنتي أسبوعين في فندق، بعدها سنرى".
معبر كروشينكا الحدودي، يمر عبره عدد أقل من أولئك الذين يعبرون عبر معبر ميديكا. بين الحين والآخر تمر أسرة، كبار السن، أطفال، أمهات، شباب صغار، فتيات.
في معبر ميديكا تضاعف عدد اللاجئيناليوم، حافلات النقل تسرع ذهابا وإيابا، وكذلك تضاعف عدد المتطوعين القادمين من كل أنحاء أوروبا لدعم اللاجئين.
ماتياس كلش، ألماني جاء من ولاية هيسن غرب ألمانيا صباح السبت، بصحبة خمسة آخرين.
حافلتان صغيرتان مليئتان بالمؤن والطعام، في خيمة خضراء صغيرة قرر ثلاثة منهم الطبخ، حساء ساخنا، خبز، شاي قهوة، الخيمة تعود إلى شباب بولنديين قرروا التطوع أيضا والطبخ، ورحبوا بالألمان الثلاثة للطبخ معا.
ماتياس يقول إنه سيعود بعد أيام ولكن حين يرجعون إلى ألمانيا سيأخذون معهم لاجئين، وحين يبلغون ألمانيا سيخططون للعودة من جديد ربما بحافلات أكبر.
ما يرغبون به هو المساعدة
ينتشر المتطوعون في كل مكان، يقول المتطوع ماتياس: اللاجئون مصدومون وبحاجة للمساعدة.
مرت أم مع والدتها ورضيعها، وطفلها الآخر، كانت تبكي في ذهول، بينما تحاول الجدة التخفيف عليها.
ركضت إليها سيدة ألمانية مباشرة، قالت كيف لي أن اساعدك؟ أشارت الأم إلى أن طفلها مريض. أدخلتها السيدة الألمانية مباشرة إلى كوخ دافئ، اتصلت مباشرة بطبيبة ألمانية متطوعة. وعندما باشرت بفحص الطفل الرضيع عندها بدأت الأم تشعر بالراحة، وتوقفت عن البكاء.
في الجهة الأخرى يقف صاحب مطعم هندي متنقل، يطبخ الطعام الهندي المليء بالكاري الحار. هنا لا أحد يدفع، كل شيء للتبرع ومساعدة اللاجئين.
جلست ليليا مع قريبات لها وشقيقة لها على جذع شجرة مقطوع ومغطى بالبطانيات، لم تنس ليليا غيتارها، جاءت به معها رغم رحلة اللجوء.
تعزف أغنية حزينة والجميع ينصت إليها، تبتسم، لكن يلوح من عينيها خوف كبير.
من الحدود الأوكرانية البولندية - عباس الخشالي