DW تتحقق: ما تأثير المعلومات المضللة على قرار الناخب التركي؟
٢٧ مايو ٢٠٢٣يمكن أن تتحول انتخابات الإعادة للرئاسة في تركيا إلى سباق متقارب بين رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو. يرى بعض السياسيين والمواطنين أن هذه الجولة الانتخابية فرصة لتقصي حقيقة ما ينشر على الإنترنت بهذا الصدد.
وكان الرئيس أردوغان نفسه قد نشر بالفعل شريط فيديو تم التلاعب به عن منافسه كمال كليجدار أوغلو قبل الجولة الأولى، إذ ربط بين منافسه وبين حزب العمال الكردستاني. في مقابلة تلفزيونية، قال أردوغان إنه لا يهتم حقا بما إذا كان الفيديو قد تم التلاعب به أم لا. بل اتهم أردوغان أنصار منافسه بنشر معلومات مضللة من أجل الفوز في الانتخابات. راجعنا وتحققنا من ثلاثة مزاعم حديثة قبيل جولة الإعادة.
ادعاء: الذين صوتوا لأردوغان في الجولة الأولى غير مضطرين للتصويت في الجولة الثانية؟
من بين المزاعم المنشورة على الإنترنت بخصوصالانتخابات كانت حول التصويت، حيث تم نشر ادعاء مفاده أنه "إذا صوّت لأردوغان في الجولة الأولى، فإن صوتك لا يزال صالحا ولا يتوجب على الناخب الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى "، حسب ما يدعيه أحد المؤثرين الأتراك على وسائل التواصل الاجتماعي في مقطع فيديو على تويتر وتيك توك.
تحقيق DW يؤكد خطأ المعلومة
عدد مشاهدات الفيديو تعدت أربعة ملايين مشاهدة على منصة تويتر لوحدها، وأكثر من 35 ألف على تيك توك، يدعي المؤثر الذي يحمل لقب فارتولو "VartoLu" أن الأصوات الانتخابية الموجهة لأردوغان في الجولة الأولى من التصويت ستحتسب أيضا في جولة الإعادة. لذلك لم يعد من الضروري أن يذهب ناخبو أردوغان إلى جولة الإعادة. في حين يتعين على المواطنين الذين سيصوتون لكليجدار أوغلو التصويت مرة أخرى.
هذا الادعاء كاذب. وستقرر جولة الإعادة في 28 مايو/ أيار ما إذا كان أردوغان سيبقى رئيسا لتركيا أو ما إذا كان كليجدار أوغلو سيحل محله. يجب على جميع المواطنين الذين يرغبون المشاركة في الانتخابات الذهاب إلى صناديق الاقتراعوالتصويت مرة أخرى. إذ ينص قانون الانتخابات الرئاسية في تركيا بوضوح على أن المرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات يفوز في الانتخابات. كما يصنف موقع رسمي للحكومة على شبكة الإنترنت الضوابط الانتخابية، ولا يوجد أي تأكيد على صحة الادعاء باحتساب الأصوات الانتخابية في الجولة الأولى ضمن جولة الإعادة، وهو ما يعني بكل وضوح عدم صحة الادعاء المتداول.
ويصف "فارتولو"، الذي نشر فيديو" الإدعاء الكاذب"، نفسه على صفحته على فيسبوك بأنه ممثل كوميدي يعيش في باريس. لذلك كان من الممكن أن يكون المقصود من الفيديو هو انتقاد الرئيس أردوغان، بيد أنه لم يتم وضع أية علامة من قبل الناشر تفيد بأن المعلومات غير صحيحة، وهو ما قد يكون مضللا لبعض الناخبين.
هل الملصقات الانتخابية المزعومة لكيليجدار أوغلو حقيقية؟
ادعاء: سيتم إطلاق سراح منافس أردوغان السابق في الانتخابات الرئاسية، صلاح الدين دميرتاش، المسجون حاليا! فوفقا لملصق انتخابي مزعوم من قبل كليجدار أوغلو وزعه السياسي في حزب العدالة والتنمية إرديم كيرتيشي على تويتر يتم تأكيد هذا الأمر. كما حمل ملصق انتخابي آخر معلومات تفيد بعدم اعتبار كليجدار وحدات حماية الشعب أنها منظمة إرهابية.
تحقيق DW يؤكد خطأ المعلومة
تبدو ملصقات الدعاية الانتخابية المزعومة حقيقية بشكل مخادع: فاللون الأزرق مشابه للون الملصقات الانتخابية الحقيقية لكليجدار أوغلو، كما تظهر الصورة الموجودة عليها للمرشح بالإضافة إلى شعار الحزب. ولكن حتى البحث البسيط عن حقيقة الصور عبر TinEye يظهر أن الملصقات الانتخابية مزيفة وتم استخدام برامج تحرير للصورة المعروضة.
الشعارات الموضوعة خاطئة أيضا، إذ تظهر نظرة سريعة على موقع المرشح الرئاسي ملصقاته الحقيقية. ويمكن رؤية الشعارات الفعلية المستخدمة فعلا من قبل الحزب، مثل "حدودنا ستكون محمية"، "السوريون سيغادرون بلدنا" أو "الإرهاب سينتهي". بالإضافة إلى ذلك، يختلف لون سترة كليجدار أوغلو عن لون الملصقات الانتخابية المزورة التي انعكست عليها صورة المرشح. لذا فإن الملصقات الانتخابية المزعومة المنشورة مزيفة بشكل واضح.
من ناحية أخرى، تدعي الملصقات الانتخابية المزيفة أن كليجدار أوغلو يرى لا يعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية. في الحقيقة فإن وحدات حماية الشعب هي ميليشيا كردية سورية، وترى الحكومة التركية أنها هيكل مواز لحزب العمال الكردستاني، الذي يشكل تهديدا للأمن القومي التركي ووحدته.
هل تنشر القناة التلفزيونية التركية A Haber صورا مضللة لبطاقة الاقتراع؟
ادعاء: تم الزعم أن القناة التركية نشرت صورة لورقة اقتراع، بحيث كانت على النحو التالي: على الجانب الأول يكون خيار انتخاب أردوغان، مع صورته، وعلى الجانب الآخر "مرشح آخر" بدون صورة، وهو ما ذكره المستخدمون على تويتر.
تحقيق DW يؤكد صحة المعلومة
كما يظهر من البحث على صفحة القناة على موقع يوتيوب، فقد تم عرض هذه البطاقة الانتخابية المضللة فعلاً في برنامج تلفزيوني على قناة A Haber في 20 مايو/ أيار. في البداية، تم عرض بطاقة انتخابية توضيحية فيها اسما المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات، أردوغان وكليجدار أوغلو، فقط في بداية البرنامج (تم أرشفته هنا) لبضع ثوانٍ، ثم تم استبدال اسم كليجدار أوغلو وصورته بـ "مرشح آخر" لبقية البرنامج.
وفي البرنامج تم شرح آلية الجولة الثانية من الانتخابات - لكن فقط بصورة واسم أردوغان. في الحقيقة، تبدو بطاقة الاقتراع الفعلية للدور الثاني على النحو التالي: على الجانب الأيسر صورة أردوغان واسمه الكامل، وعلى الجانب الأيمن صورة كليجدار أوغلو واسمه الكامل. وتحتهما، دائرتان يمكن التصويت في كل منهما.
كما أفادت وكالة الأنباء التركية "بيانات" أيضًا بالحادث. ولم تتجاوب قناة A Haber وترد على استفسار DW بشأن سبب عدم استمرارها في عرض اسم وصورة المرشح الرئاسي الثاني. علما أن القناة التلفزيونية تعتبر مقربة من أردوغان.
كاترين فيسولوفسكي غامزه كافار/ علاء جمعة