600 مليون يورو يحتاجها برشلونة لتغيير دمائه.. فكيف يتدبرها؟
١١ يوليو ٢٠٢٢عاد رئيس برشلونة خوان لابورتا لتناول الطعام في مطعمه المفضل، وانضم إليه مالك تشيلسي الجديد، بهداد إغبالي (المالك المشارك للنادي وهو جزء من الكونسورتيوم الذي اشترى البلوز من رومان أبراموفيتش، جنبًا إلى جنب مع تود بويلي).
عندما خرج لابورتا اختبأ في الجزء الخلفي من السيارة الكبيرة التي تقله لتجنب وسائل الإعلام لكن أحد الصحفيين وجه له سؤالاً حول ما إذا كان إغبالي موجودًا لتأكيد انتقال سيزار أزبيليكويتا إلى الكامب نو أم لا؟ وذلك وسط عاصفة من الأسئلة شملت أسماء لاعبين آخرين.
مطاردة النجوم لا تتوقف!
تصاعدت الأسئلة بشأن موقف النادي من الظهير الأيسر ماركوس ألونسو. كان المدافع أندرياس كريستنسن قد ظهر بالفعل في إسبانيا، ممسكاً بورقة تثبت أن القدوم إلى كاتالونيا كان حلمه دائماً، وقد تحقق الآن بعد انتهاء عقده مع تشيلسي. قال إنه عندما كان صغيراً كتب بخط أنيق معلناً نيته أن يكون لاعب كرة قدم في نادي برشلونة يوماً ما.
وأشار إلى أنه أخبر ألونسو وأزبيليكويتا عن انتقاله للنادي الإسباني، وأعرب عن أمله في أن ينضم إليه رفاقه قريباً. في اليوم السابق، وصل لاعب خط الوسط فرانك كيسي بعد انتهاء عقده في ميلان.
جاءت تلك الأخبار بعد يومين من عرض آخر تلقاه البرازيلي رافينيا دياز، مهاجم ليدز يونايتد، مع تفاؤل متزايد بأنه قد ينضم إلى برشلونة على الرغم من المنافسة من الأندية الأخرى التي قدمت عروضا تزيد قيمتها عن 60 مليون يورو.
ترددت أيضاً أنباء عن عروض قدمت لروبرت ليفاندوفسكي في صفقة تقترب من 40 مليون يورو لضم مهاجم بايرن ميونيخ. وكان لابورتا قد تحدث بصراحة عن برناردو سيلفا لاعب مانشستر سيتي؛ إلى جانب مدافع إشبيلية جول كوندي. وإلى الآن لم يتحدد بعد موقف عثمان ديمبيلي بعد ستة أشهر من انتهاء عقده وبعد أسبوع من تحوله رسمياً إلى وكيل أعمال حر.
أيضاً هناك فرينكي دي يونغ والذي كان برشلونة يتفاوض بشأن انتقاله إلى مانشستر يونايتد مقابل 85 مليون يورو، لكن لابورتا يقول إنه لا ينوي السماح للاعب خط الوسط بالمغادرة.
كيف يمكن أن يفعلها البارسا؟
نشر موقع ESPN Sport تحليلاً مطولاً تناول فيه استراتيجيات النادي لتنفيذ أهدافه. يقول التحليل إن الأسماء السابقة تبدو كبيرة للغاية ما يعني ضرورة وجود ميزانية كبيرة تسمح بضم أو الاحتفاظ بهؤلاء اللاعبين، وذلك في الوقت الذي يقول فيه النادي إن ديونه بلغت 1.3 مليار يورو.
فكيف يمكن للنادي أن يفعل ذلك، خاصة وأن الليغا وضعت للنادي حداً يبلغ 144 مليون يورو لا يمكنه تخطيه؟ كيف يمكن لنادٍ وصفه نائب رئيسه بأنه "ميت إكلينيكيًا"، ويقال إنه أوشك على الانهيار أن يجمع كل هؤلاء اللاعبين في سلته؟
الجواب المختصر هو أنه حتى الآن.. لا يستطيع. تم تقديم فرانك كيسي وأندرياس كريستنسن هذا الأسبوع على أنهما على بُعد خطوة من الانضمام للنادي، لكن فعلياً لا يمكن تسجيلهما ضمن القوائم لأنه وبحسب الجهات المنظمة فإن برشلونة لا يفي بمعايير "اللعب المالي النظيف". بعبارة أخرى، فإن قيمة صفقة ضم اللاعبين ليست ضمن حدود الرواتب التي تحددها الليغا.
لكن المتوقع مستقبلاً أن يتمكن النادي من ضم اللاعبين في النهاية، أو على الأقل هذا هو الطموح والتوقع. وهذا هو السبب في أن عبارة "لا يستطيع" قد لا تكون الإجابة الصحيحة بنسبة مائة بالمائة، حتى لو كان الحديث بصيغة الحاضر، بحسب ما أشار تحليل موقع ESPN Sport.
ومن الطبيعي ألا يتمكن فريق على الإطلاق من ضم جميع اللاعبين الذين يسعى خلفهم، ناهيك عن الاحتفاظ بجميع اللاعبين الذين لديه معهم عقود سارية لفترة محددة. بيد أنّ هناك بعض المؤشرات حول الكيفية التي سيتمكن بها النادي من الفوز في هذا السباق والحصول على أكبر عدد ممكن من اللاعبين.
استراتيجية معقدة
بحسب التحليل، يبدو أن لدى برشلونة خطة تنقسم إلى عدة محاور تعمل كلها بالتوازي مع بعضها للفوز بهؤلاء النجوم، وهي:
ـ تحسين الحالة المالية العامة للنادي، وهو أمر يجب دائماً موازنته مع ترتيبه في جدول الدوري ووضعه في البطولات الدولية.
ـ تعظيم قدرة النادي على تحقيق أهداف الميزانية.
ـ رفع قدرة النادي على الوفاء بمعايير الليغا للفوز بتوقيع اللاعبين. وهو الأمر الأكثر أهمية الآن.
ولتحقيق ما سبق يحتاج برشلونة إلى خفض التكاليف والعمل على مضاعفة العوائد. وقد يكون بمقدوره عمل ذلك باستغلال اللاعبين تجارياً للحد الأقصى سواء من خلال الإعلانات وعقود الرعاية أو من خلال السماح لأصحاب الأجور الأكبر بالعثور على أندية جديدة أو تخفيض رواتبهم، وهو الأمر الذي لا يلقى استحساناً من أغلب اللاعبين.
ومؤخراً، نجح النادي في عقد اتفاقية رعاية مع شركة سبوتيفاي عملاق الموسيقى الرقمية، ما أدى إلى زيادة الإيرادات بشكل كبير. أيضاً يحاول النادي الوصول إلى صفقة لبيع ما يصل إلى 25 ٪ من أموال بث المباريات على تلفزيون الليغا لمدة تصل إلى 25 عامًا.
من خلال كل تلك الاستراتيجيات السابقة، يعتزم النادي تحقيق صافي دخل يقترب من 600 مليون يورو. لكن هل يعني ذلك أن النادي بإمكانه الحصول على كل هؤلاء اللاعبين؟ وفقاً للتحليل فإنه من الممكن عمل ذلك. لكن للوصول إلى هذا الرقم يجب تحقيق إيرادات تتراوح بين 600 و 700 مليون يورو، إلى جانب خفض إجمالي الرواتب إلى 400 مليون يورو.
على جانب آخر، سيكون على النادي خوض حرب مع إدارة الليغا والاستفادة من المعايير الطارئة التي وضعت بسبب جائحة COVID-19 والمصممة لمنح الأندية بعض المساحة للمناورة في إطار خفض التكاليف. وهي المعركة التي لا يعرف أحد كيف يمكن أن تنتهي.
ع.ح./أ.ح