2020 سيكون حاسما بالنسبة إلى حماية البيئة
٢٥ ديسمبر ٢٠١٩"السنة المقبلة حاسمة حقا". هذا ما قيل في الغالب في موضوع حماية المناخ الشائك. وهذا ما كان سائدا في 2009 قبل مؤتمر البيئة للأمم المتحدة في كوبنهاغن الذي كان سيتقرر فيه اتفاق دولي كبير توقع عليه الدول الـ 190. وهذا ما فشل بشكل ذريع، واختلفت الدول فيما بينها إلى آخر رمق وتفرقت بدون اتفاق. وحتى في 2015 كان الوضع كذلك. إلا أن هذه المرة تحقق النجاح الذي لم يتأتى قبل ست سنوات: في باريس تم الاتفاق على اتفاقية المناخ الجديدة ببعض الأهداف والوعود المالية وبتفاؤل كبير. لكن الاتفاقية لم يتم معالجتها في التفاصيل. ولهذا بالتحديد سيكون عام 2020 عاما حاسما في تقليص الغازات السامة.
"2020 سيكون عاما مفصليا"
في غلاسغو السكوتلاندية سيُقام في نهاية السنة مؤتمر المناخ المقبل الذي من شأنه الموافقة على جميع تفاصيل اتفاقية باريس التي ظلت في 2015 مبهمة. يوخن فلاسبارت، كاتب الدولة لشؤون البيئة في ألمانيا قال لدويتشه فيله:" 2020 سيكون عاما مفصليا لحماية المناخ: فلأول مرة يجب على الدول الأعضاء في اتفاقية باريس للمناخ التحقق من أهداف حماية المناخ الوطنية والرفع من مستواها قدر الإمكان". وهذا سيكون صعبا. وقد أكدت حوالي 80 دولة الآن عزمها القيام بذلك، لكن دولا لها قسط مرتفع من الغازات السامة ليس ضمن تلك القائمة.
أهداف المناخ الحالية غير كافية
قبل أيام كان مؤتمر الأمم المتحدة في مدريد أمام الفشل وفي النهاية تم التوصل إلى حل وسط ضعيف ليس له دلالة. لكن في السنة المقبلة يجب على الدول أن تقدم نتائج إذا كانت هناك رغبة حقيقة في تفعيل اتفاقية باريس. فوعود المناخ الحالية لا تحقق الهدف في تحديد سخونة الأرض التي يقدر الخبراء بأنها ستتجاوز ثلاث درجات إذا لم يتم الرفع من مستوى الأهداف.
يجب على أوروبا تقديم نتائج
وكل الأنظار تتجه في هذا الإطار إلى أوروبا وكذلك إلى ألمانيا، لاسيما بعدما تنصلت الولايات المتحدة الأمريكية نهائيا من اتفاقية باريس للمناخ. ورئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورزولا فون دير لاين أعلنت حماية المناخ أحد أهدافها الرئيسية. وفي خطوة أولى توصلت إلى أن اتفق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي حتى عام 2050 على التخلص من الغازات المضرة بالمناخ يعني تحقيق مستوى انبعاثات يمكن تعويضه في مكان آخر. لكن من أجل ذلك يجب الرفع من مستوى الأهداف وتوفير 40 في المائة من الغازات السامة حتى عام 2030. وتتطلع فون دير لاين إلى رفع هذه القيمة إلى 50 حتى 55 في المائة. ويستوجب ذلك بوجه خاص كسر مقاومة الدول الأوروبية الشرقية التي تعتمد على الفحم كالمجر وبولندا وتشيكيا.
شراكات مهمة مع الصين وافريقيا الجنوبية أو روسيا
فقط عندما تنجح أوروبا في هذا المسار ستتبع بلدان نامية وصاعدة هامة. وهذا ما يعتبره أيضا كريستوف بالس، خبير المناخ من المجموعة البيئية WWF وقال لدويتشه فيله:" نحن نقف في نقطة تحول. وفي حال تنفيذ الصفقة الخضراء الأوروبية فإننا سنحصل على شراكات مع دول صاعدة مثل الهند والصين وافريقيا الجنوبية وكذلك على سبيل المثال روسيا لتنفيذ هذه الاتفاقية".
مزيد من الضغط من " حركة جمعة المستقبل"
ومنذ الآن يتضح أن حركة الشباب "جمعة المستقبل" بشخصيتها البارزة، التلميذة السويدية غريتا تونبيرغ في المقدمة سترفع الضغط على الدول لأخذ حماية المناخ على محمل الجد. وقد تم تصنيف الناشطة الشابة كشخصية العام من طرف Time Magazin. ونائبة البرلمان الألماني من الخضر، ليزا بادوم تراهن حتى في 2020 على حركة إضراب التلاميذ وتقول لدويتشه فيله:" شاهدنا في 2019 سبعة ملايين شخص في الشارع. والآن يتعلق الأمر بتفريغ ذلك في عمل سياسي. ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يتقدم الركب والصين تنتظرنا بحيث أنهم سيرفعون من تطلعاتهم".
ألمانيا يجب عليها تنفيذ التخلي عن الفحم
في مؤتمر مدريد لم تفعل الصين ذلك، فيما أن البلاد هي أكبر منتج للغازات السامة في العالم. وبالتالي سيتعلق الأمر في 2020 بتعاون جيد بين أوروبا والصين. وفي النصف الثاني من العام عندما تتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي من المرتقب التركيز على حماية المناخ ضمن قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين في لايبتسيغ.
وتراهن ليزا بادوم على أن تتولى ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي دورا رياديا في حماية المناخ حتى ولو أن ألمانيا لم تحقق أهدافها في حماية المناخ في 2020.
وفي المانيا يُتوقع أن تقرر الحكومة خطوات إضافية ضمن رزنامة المناخ، لاسيما التخلص المثير للجدل من الفحم حتى 2038. ومنتقدون يطالبون بأن يحصل ذلك في وقت مبكر. وفي يناير، كما يُذكر في برلين تريد الوزارات المسؤولة الاتفاق على مشروع قانون.
ينس توراو/ م.أ.م