أهم ما ميز الموسم الكروي في ألمانيا عام 2012

كان عام 2012 عاما ناجحا بكل المقايس بالنسبة لفريق بروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، فقد تمكن خلاله من إحراز ثنائية الدوري والكأس، كما نجح في إلحاق الهزيمة ثلاث مرات في موسم واحد بأعتد الفريق الألمانية وأكثرها تتويجا، وهو فريق بايرن ميوينخ. وستظل لحظات التتويج بالكأس على حساب بايرن راسخة في أذهان محبي دورتموند ومدربه يورغن كلوب، الذي لم تصدق عيناه لحظة معانقة لاعبيه للكأس، وقال بهذا الخصوص:" ما يحدث الآن غير معقول وخيالي. الملعب كله يكتسي حلة ذهبية ( لون الفريق أصفر وأسود) ولاعبو فريقي يحملون الكأس إلى الأعلى".

بالمقابل خرج فريق بايرن ميونيخ خالي الوفاض في عام 2012، رغم أنه كان قريبا من تحويل حلمه الكبير إلى حقيقة، وهو التتويج باللقب الأغلى على الصعيد الأوروبي، لقب دوري أبطال أوروبا، غير أن فريق ربيري خسر المباراة النهائية على أرضه وأمام جمهوره بركلات الجزاء، ليتوج تشيلسي باللقب. هذه الهزيمة أثرت كثيرا على لاعبي بايرين، وهوما تعكسه تصريحات حارس الفريق مانويل نويير:"أحسسنا بفراغ كبير بداخلنا، جلسنا كلنا على الأرض ورؤوسنا مطأطأة ولم نصدق كيف حدث ذلك".

مرارة الهزيمة كانت أشد على لاعب خط الوسط باستيان شفاينشتايغر الذي أضاع ضربتي جزاء في المباراة النهائية، وهو ما أكده مدرب الفريق يوب هينكس، مضيفا:" أعتقد أن باستيان سيتمكن من نسيان خيبة الأمل التي تجرعها اليوم، سيتطلب ذلك بعض الوقت ،لكن كل ذلك داخل في عالم كرة القدم".

وشهد عام 2012 أيضا اعتزال نجم فريق ليفركوزن والمنتخب الألماني سابقا ميشائيل بالاك.

أوغسبورغ يفلت من النزول

واستقبل البونديسليغا في العام الذي نودعه وافدا جديدا هو فريق فورت، الذي تمكن من الصعود لأول مرة في تاريخه لدوري الأضواء. كما نجح فريق أوغسبورغ في تفادي النزول إلى دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي بعدما كان أقوى المرشحين لتوديع البونديسليغا بسبب النتائج السلبية التي كان يحققها، غير أن تحسن مستوى الفريق في الدورات الأخيرة حال دون النزول، كما يوضح حارس الفريق سيمون ينتسش:" لقد آمنا بحظوظنا في البقاء في دوري الدرجة الأولى بالرغم من أن البعض كان قد حكم علينا مسبقا بالنزول. لكن الكثير من الأمور صبت في مصلحتنا وسارت الأمور بشكل مثالي".

أعمال شغب

وبعيدا عن أجواء الفرحة والتتويج شهد عام 2012 بعض الأحداث غير الرياضية وأعمال الشغب، كتلك التي طبعت مباراة فورتونا دوسلدورف وهيرتا برلين، حيث تم توقيف اللعب أكثر من مرة بسبب إلقاء الجمهور للألعاب النارية في الملعب. وقبل انتهاء المباراة بدقائق قليلة اقتحمت جماهير دوسلدورف أرضية الملعب ظنا منها أن الحكم قد أعلن عن نهاية المباراة. ورغم الاحتجاج الذي تقدم به هيرتا برلين، إلا أن مسئولي الاتحاد الألماني لكرة القدم أقروا نتيجة المباراة، ليصعد دوسلدورف لدوري الدرجة الأولى وينزل برلين للدرجة الثانية.

وفي مدينة كولونيا، لم يتحلى بعض جماهير الفريق بالروح الرياضية بعد تأكد نزول فريقها لدوري الدرجة الثانية، وقاموا بإلقاء قنابل دخانية في الملعب، مما أدى إلى إنهاء المباراة قبل وقتها الأصلي.

وسجل عام 2012 أيضا ارتكاب لاعب هامبورغ باولو غيريرو لخطئ فادح في حق حارس شتوتغارت سفين أولغيش عندما ركله من الخلف بقوة في فخذه، وأصابه إصابة قوية دون مبالاة من غيريرو، الذي تلقى الورقة الحمراء بسبب هذا الخطأ الغير رياضي.

أداء مفاجئ لفرايبورغ وفرانكفورت

وسجل هذا العام أيضا تحسنا كبيرا في أداء فريق فرايبورغ الذي أصبح ينافس على المراكز المتقدمة، بعدما كان يصارع في الموسم الماضي من أجل البقاء. وأنهى فرايبورغ مباريات الذهاب هذا الموسم في المركز الخامس. نفس الشيء ينطبق على الصاعدين الجديدين لدوري الأضواء، فريقي دورسلدورف وأينتراخت فرانكفورت. فقد تمكن فرانكفورت من إنهاء مباريات مرحلة الذهاب في المركز الرابع وكان متسيدا للمركز الثاني لدورات كثيرة ومطاردا مباشرا لفريق بايرن ميوينخ.

وعلى الصعيد الأوروبي نجحت كل الفرق الألمانية المشاركة في المسابقات الأوروبية من التأهل للدور الثاني. كما تمكن دوتموند من تكذيب كل التكهنات وتزعم مجموعته في دوري أبطال أوروبا متفوقا على عمالقة كرة القدم الأوروبية مثل ريال مدريد ومانشيستر سيتي وأجاكس أمستردام الهولندي. وهو ماينطبق أيضا على بايرين ميونيخ وشالكه اللذان أنهيا مجموعتهما في المركز الأول.

ويبدو أن بايرن ميونيخ يسير أيضا بخطوات ثابتة لإحراز لقب الدوري الألماني لكرة القدم للموسم الحالي، فهو يحتل المركز الأول بفارق تسع نقاط على أقرب منافسيه، فريق ليفركوزن. أما حامل اللقب الموسم الماضي فريق دورتموند فيحتل المركز الثالث ب 30 نقطة. فهل ينجح دورتموند في كسر حاجز اثني عشرة نقطة ومنافسة البايرن على درع الدوري؟ سؤال ستجيبنا عليه المباريات المقبلة من إياب البونديسليغا لموسم 2012/2013.