يورو 2024- ما تأثير صدارة المجموعة على خطى المنتخب الألماني؟
٢٣ يونيو ٢٠٢٤من المنطقي جدا أن يسعى مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يوليان ناغلسمان، لإنهاءمنافست الدور الأول من نهائيات بطولة يورو 24 المقامة حاليا في ألمانيا متصدرا المجموعة الأولى، فذلك مهم على أكثر من صعيد. الأول لرفع مستوى الثقة لدى لاعبيه ما سيمدهم بدفعة معنوية للذهاب إلى أبعد مدى في هذه البطولة على أرضهم وأمام جمهورهم. دافع آخر لا يقل أهمية هو إعادة ثقة الجمهور في منتخبهم الوطني بعد سلسلة انتكاسات بدأت مع مونديال روسيا 2018 واستمرت لسنوات ولا بد من خط فاصل ينهي المرحلة.
أما الرسالة الثالثة فهي تتضمن "تأكيد حضور" موجه بالأساس إلى المنافسين الكبار قبل الدخول في أدوار خروج المغلوب.
ماذا تعني صدارة المجموعة بالنسبة للبطولة؟
كل هذا يعني أن مهمة المنتخب الألمانيأمام نظيره السويسري مساء الأحد (23 يونيو/ حزيران 2024) تكمن في إحراز النقاط الثلاث للمباراة وعلى أسوأ تقدير الحصول على نقطة التعادل، عدا ذلك "فهو مرفوض". لكن، إذا أنهت الماكينات هذا الدور متصدرة، فهل يزيد ذلك من فرصها لحسم البطولة بالفعل؟
تاريخ المنتخب الوطني لا يقدم دلائل قاطعة تربط بين تصدر مجموعة الدور الأول في المنافسات الكبرى وبين الفوز بلقب البطولة المعنية، ومع ذلك هناك محطات ترجح كفة هذا السيناريو.
-في مونديال 1945 لم يأخذ المدرب زيب هيربيرغر الأمر على محمل الجد واعتمد على الفريق الرديف في مواجهة المجر في دور المجموعات فهُزم فريقه بثمانية أهداف مقابل ثلاثة. ومع ذلك كان اللقب ألمانيّا فيما بات يعرف محليا "بمعجزة بيرن".
- لم يكن الدور الأول مدرجا في منافسات الأمم الأوروبية لعام 1972. كان الفوز على إنجلترا على ملعب ويمبلي بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم كافيا للصعود إلى نصف النهائي مباشرة وبعدها أحرزت ألمانيا أول لقب قاري في تاريخها.
- كأس العالم 1974: كان ذلك قبل 50 عامًا بالضبط حين صدمت جمهورية ألمانيا الديمقراطية مضيفها الجمهورية الاتحادية في هامبورغ، بهدف دون رد أحرزه يورغن شبارفاسر ، وأصبح هذا الهدف جزءا من تاريخ ألمانيا المنقسمة آنذاك. المفارقة أن المركز الثاني الذي اكتفى به فرانس بيكنباور ووزملاؤه بسبب هذه الخسارة، وضعت منتخب الجهورية الديمقراطية على طريق سهل نحو إحراز اللقب العالمي.
-في أمم أوروبا 1980، كان الأمر محسوما. فتصدر دور المجموعات كان شرطا أساسيا للتأهل إلى الأدوار اللاحقة.
– مونديال 1990، كان مثاليا بالنسبة للمنتخب الألماني، الماكينات تتصدر المجموعة، ثم تواجه في مباراة دراماتيكية "الطواحين" الهولندية. وبعدها تتوّج باللقب في العاصمة روما على حساب دييغو مارادونا ورفاقه.
-وكما في إيطاليا مرت الأمور في إنجلترا بسلاسة في أمم أوروبا 1996. المنتخب الألماني يتصدر مجموعته بفوزين وتعادل (سبع نقاط). ثم يشق طريقه نحو ملعب ويمبلي في نهائي أسطوري، يحسمه أوليفر بيرهوف بهدف ذهبي يمنح ألمانيا آخر لقب قاري لها إلى غاية اللحظة.
-مونديال 2014 لم يكن مختلفا، ألمانيا تتصدر مجموعاتها، ثم تقصي الكبار على غرار فرنسا في الدور ربع النهائي، فتواجه منتخب البرازيل صاحب الأرض، في مباراة ستحتفظ بها كتب التاريخ طويلا 7:1. وفي النهائي ماريو غوتزه يسدد في مرمى الأرجنتين لتفوز بلاده بكأس العالم في ماراكانا.
و.ب/م.س (د ب أ، سيد)