يورو 2024 في ألمانيا.. تحدي مواجهة مشكلة اسمها الهوليغانز!
٢١ يونيو ٢٠٢٤يبدو أن وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر متأكدة أن " بطولة أمم أوروبا 2024 ستكون مهمة شاقة للغاية للشرطة الاتحادية والمحلية"، إذ تقول نانسي فيزر في اليوم السابق لبدء البطولة: "تواجه الشرطة الاتحادية أكبر عملية في تاريخها".
ففي في أول عطلة نهاية أسبوع من البطولة، واجهت قوات الأمن مشكلة تختلف عن آثار حرب أوكرانيا أو الهجمات السيبرانية المحتملة، وهي ليست تهديدًا جديدًا في بطولة كرة قدم كبيرة: هذا التهديد هو الخوف من شغب المشجعين.
ونقلت صحيفة "تاغسشبيغل" البرلينية أنه جرى تصنيف المباراة بين صربيا وإنجلترا كأول مباراة من بين 51 مباراة في بطولة أمم أوروبا كـ "مباراة عالية الخطورة". وكان من المتوقع وصول 40000 مشجع إنجليزي و8000 صربي إلى المدينة، ومن بينهم حوالي 500 مشجع صربي معروفين لدى الشرطة بأنهم مستعدون للعنف.
كما بيعت البيرة الخفيفة التي تمتاز بنسبة كحول قليلة لأسباب أمنية، وكان هناك المزيد من رجال الشرطة في الخدمة مقارنة بمباريات الديربي بين الغريمين شالكه 04 وبوروسيا دورتموند، كما أكد مدير شرطة غيلسنكيرشن، بيتر بوث، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة.
لكن كل هذه الإجراءات لم تمنع المشجعين من السلوك العنيف، فقد وقعت اضطرابات بين مشجعي المنتخبين قبل المباراة التي فازت بها إنجلترا 1 / صفر على صربيا.
وحدثت مصادمات بين مشجعي المنتخبين وأظهرت مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات بين المشجعين في أحد الشوارع الجانبية، مع إلقاء الطاولات والكراسي والزجاجات قبل وصول شرطة مكافحة الشغب لمكان الحادث - كما تم القبض على 7 مشجعين صرب بعد تلك الاشتباكات العنيفة.
وألقي القبض على مشجع إنجليزي لدى عودته إلى المملكة المتحدة على خلفية أحداث العنف. وكان المشجع الإنجليزي ( 39 عاما) عائدا إلى مطار مانشستر من ألمانيا عندما ألقى القبض عليه بموجب قانون جمهور كرة القدم لعام 1989. واحتفظت الشرطة بجواز سفر المشجع الذي مثل أمام القضاء في وقت لاحق، في جلسة استماع للنظر في إمكانية منعه من حضور المباريات مستقبلا.
وقال ميك جونسون، رئيس وحدة شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة: "يظهر هذا الإجراء اتساع نطاق عملية شرطة كرة القدم في يورو 2024 ويظهر أن هناك عقوبات سيتم فرضها على المشجعين الذين يعتزمون التسبب في الفوضى".
الهوليغانز واليمين المتطرف
لكن ما تم تداوله كخبر في العديد من وسائل الإعلام الأوروبية يتجاوز جوهر مشكلة المشجعين العنيفين بحسب رأي الخبراء في الوقت الحالي، كما كتبت صحيفة "تاغسشبيغل" . المشجعون العنيفون أو "الهوليغانز" الذين يتوجهون إلى الملعب، يسكرون ثم يبدأون في الشجار عشوائيًا - هذا أصبح تصور معتاد خصوصًا لدى المشجعين العنيفين من شرق أوروبا والبلقان.
"لقد تحول مشهد المشجعين العنيفين وأصبح عنفهم أكثر احترافية على مدار السنوات الماضية"، يقول باحث المشجعين وخبير المشجعين العنيفين روبرت كلاوس لمجلة "فوكس". ويرى أن هناك اتجاهين رئيسيين في بلدان مثل صربيا، كرواتيا، هنغاريا، وبولندا يكمن في التداخل بين مشهد المشجعين العنيفين والهياكل اليمينية المتطرفة.
ويقول كلاوس: "اليوم، لا يوجد بالكاد مشجع عنيف لا يمارس رياضات قتالية". ويضيف "لقد نشأت من المشهد صالات لياقة بدنية خاصة، فعاليات رياضات قتالية، وشركات تجهيزات، وبالتالي أيضًا وظائف."
والهوليغانز يتمتعون بشبكة علاقات قوية - داخل حدود بلادهم وأيضًا خارجها. في شجارات جماعية حول البطولة النهائية لدوري كرة السلة الأوروبي في آخر أسبوع من مايو/ أيار في برلين، هاجم مشجعو ريد ستار بلغراد وأوليمبياكوس بيريوس مشجعي باناثينايكوس أثينا معًا.
رغم أن الصرب لا يلعبون في الدوري اليوناني، إلا أن مجموعات مشجعي ريد ستار تحافظ على علاقاتها، بما في ذلك مع اليمينيين المتطرفين والجريمة المنظمة، وخاصة مع الجماعات الموالية لروسيا. وهذا يعيدنا إلى الشغب الكبير في بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا، آخر بطولة قبل تفشي جائحة كورونا. في ذلك الوقت، هاجم حوالي 200 هوليغان روسي بشكل منظم آلاف المشجعين الإنجليز في مرسيليا .
الشرطة الأجنبية
لمنع حدوث مثل هذه المشاهد في المدن الألمانية المضيفة لبطولة أمم أوروبا، تعمل قوات الأمن في هذا الدوري بشكل وثيق مع الشرطة الأجنبية. وهناك 580 شرطيًا من جميع الدول المشاركة في البطولة في ألمانيا خلال البطولة. الشرطة الصربية أو البولندية ستتعرف على مشجعي الهوليغان الصربيين أو البولنديين - هذا هو الهدف.
وقالت وزيرة الداخلية فيزر في بامبرغ: "قوات الشرطة الأجنبية هي حلقة وصل بين شرطتنا والمشجعين والضيوف من الدول المشاركة. حتى وجود ضباط شرطة بالزي الرسمي من وطنهم يمكن أن يكون رادعًا لمرتكبي العنف المحتملين. بهذا يمكننا العمل معًا بشكل مستهدف ومنع العنف."
ولمنع دخول المشجعين العنيفين إلى البلاد، يتم تعزيز عمليات التفتيش على الحدود في عدة ولايات خلال البطولة. في مكلنبورغ - فوربومرن، وتراقب الشرطة الاتحادية بشكل مكثف المعابر إلى بولندا وكذلك الموانئ إلى الدنمارك والسويد - أيضًا بتعاون وثيق مع زملائهم البولنديين.
من جانبه قال وزير داخلية بافاريا، يواخيم هيرمان، في برنامج "صباح الخير" على قناة ZDF : "لدينا تبادل دولي للبيانات حول مشجعي الهوليغانز العنيفين. سيتم التحكم بصرامة عند الحدود، وهذا هو الأمر المهم والصحيح."
أعده للعربية : عباس الخشالي