يورو 2016 ـ العملاقان نوير وبوفون وجها لوجه مجددا!
٣٠ يونيو ٢٠١٦منذ أن تأكد رسميا أن إحدى مباريات ربع نهائي يورو 2016 ستضم منتخبي ألمانيا وإيطاليا (السبت الثاني من تموز/ يوليو 2016 على ملعب ليل)، بدأت بورصة التكهنات في العمل: من سيكسب هذا النهائي المبكر؟. فريق يرجح كفة الآزوري معللا ذلك بسجل المنتخب الإيطالي الطويل في مواجهاته أمام المانشافت. يقابله فريق ثان يرشح الألمان انطلاقا من قناعة أن مدرب المانشافت يواخيم لوف متعطش لإنهاء عقدته الإيطالية. ويرى هؤلاء أن لوف أصبح على مستوى من "النضج" سيساعده على محو إخفاقاته أمام الإيطاليين منذ أن تربع على عرش الإدارة الفنية للمانشافت في عام 2006.
وللطرافة فقد استلم لوف الإدارة الفنية للمنتخب الألماني على أنقاض هزيمة مونديال 2006 أمام "سكوادرا أزورا"، وذلك في نصف نهائي مونديال 2006 على أرض بلاده، عقب استقالة المدرب يورغن كلينسمان. فقد كان لوف آنذاك يشغل منصب المدرب المساعد. ووسط هذا اللغط ظهر فريق ثالث، فريق "عدم الانحياز" الذي انضم إليه المدرب البافاري الجديد كارلو أنشليتو. فهذا الفريق يرى أن المباراة مواجهة مفتوحة "لا مرشح فيها".
هذا التباين الشديد في التوقعات مرده بالأساس إلى التقارب الشديد بين المنتخبين، اللذين بات ينظر إليهما خاصة بعد خروج إسبانيا وتذبذب بلجيكا أمام إيطاليا في دور المجموعات (هزيمة 2-0)، كأقوى منتخبي البطولة. وأوجه التقارب عديدة. فالفريقان يتوفران على إمكانيات فردية وفنية عالية، وعلى مدربين من أقوى مدربي القارة العجوز. وتكفي المقارنة بين حارسي المنتخبين لتقريب الصورة بشكل أفضل لمستوى هذا التشابه.
الحكمة في التفاصيل
ججي بوفون ومانويل نوير: اسمان يتركان إيقاعا خاصا على أسماع عشاق الكرة. الاثنان معا لم يدخل مرماهما أي هدف في البطولة الحالية المقامة في فرنسا، وهي نتيجة يستفرد بها الحارسان العملاقان دون غيرهما إلى غاية اللحظة.
والاثنان معا يشكلان الدعامة الأساسية لفريقيهما في خط الدفاع. والفارق، يقول أندرياس كوبكه المسؤول عن تدريب حراس المرمى في الطاقم الفني للوف، يكمن في "التفاصيل". وجاء ذلك ردّا على السؤال حول من هو "الحارس رقم 1" في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد الألماني لكرة القدم، مع العلم أن "الحارس رقم 1" هو عنوان للسيرة الذاتية التي أصدرها بوفون.
في الحقيقة بوفون ونوير لاعبان يبحث كلاهما عن الكمال، ويسخر طاقته لأجل ذلك مع الحفاظ في ذات الوقت على جرعة عالية من الهدوء والاحترافية. أما ما يخص الحماسة المفرطة والانفعال العاطفي، فهي سمات ينفرد بها بوفون بامتياز إضافة إلى كاريزما خارقة جعلت منه مصدر إشعاع لقوة الـ "سكوادرا أزورا".
ولا ننسى أن بوفون أعلن قبل أسبوعين نيته اعتزال اللعب الدولي بعد البطولة الجارية، ما يعني أن بطولة يورو فرنسا ستكون فرصته الأخيرة في الحصول على اللقب الأوروبي الغائب عن سجله.
وسيقف أسطورة يوفينتوس تورين البالغ من العمر 38 عاما، والذي لعب 160 مباراة دولية، مجددا أمام نوير صاحب 69 مباراة دولية فقط والبالغ من العمر 30 عاما. ومجددا يصطدم بوفون بأسئلة الصحفيين الإيطاليين حول ما إذا كان نوير أقوى منه. ليكرر إجابته أن مثل هذه المقارنات "لا تهمه"، تماما كما فعل زميله الألماني نوير حين سئل بدوره قبيل مباراة بايرن ميونيخ أمام يوفينتوس في دوري أبطال أوروبا.
وتابع جيجي بوفون: "مانويل ما زال صغير السن وهو جيد. لكن هذه المقارنات لا تهمني. ما يهمني هو أن أحمل القميص رقم واحد لفريق يوفينتوس وللمنتخب الإيطالي، ولا أحد يتم تفضيله عليّ".