يهدّد بآثار خطيرة.. كيف تنجح في مواجهة كورونا نفسياً؟
٤ أبريل ٢٠٢٠دقت وفاة وزير في ولاية ألمانية ناقوس الخطر حول تأثير كورونا على حياة الناس نفسيا، فالوزير توماس شيفر انتحر بسبب ضغوط نفسية قد تكون لكورونا الجزء الأكبر فيها، كما انتحرت ممرضة إيطالية، كانت في أيامها الأخيرة تحت توتر شديد بسب ظنها أنها نقلت عدوى الفيروس لمرضى بالمستشفى.
ويلقي تقرير لصحيفة "ذ إيكونومسيت" الضوء على الآثار النفسية لكورونا، إذ يشير إلى أن الوباء جلب الخوف من إصابة المرء أو عائلته بالعدوى، كما أن الحجر الصحي المنزلي الذي يعيشه جزء واسع من العالم، تسبّب بإحساس الناس بالوحدة والتوتر والقلق، خاصة أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وغير مؤهل طبيعياً للتعايش مع إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها الفيروس.
ومن أكثر المتأثرين نفسياً بالفيروس، الناس الذين فقدوا وظائفهم بسبب الجائحة، إذ يتوقع اختصاصي نفسي تحدث للصحيفة فقدان هؤلاء حتى هوياتهم، وروتينهم اليومي، والكثير من روابطهم الاجتماعية.
كما يوجد كذلك من يعيشون بمفردهم، الذين كانوا يعتمدون على أصدقائهم، أو كانوا يقضون الكثير من الوقت في الخارج، وفجأة وجدوا أنفسهم لوحدهم. وكذلك المسنين الذين كانوا يعانون أصلا من الوحدة، قبل أن تفاقم الظروف الحالية من وحدتهم، فضلاً عن أن الجائحة رفعت نسب العنف المنزلي، بسبب خوف الناس على أمنهم وصحتهم ودخلهم، حسب المصدر ذاته.
ولمواجهة تداعيات كورونا نفسيا، تنجح مجلة "إيموشن" الألمانية بالتقليل من متابعة أخبار الجائحة أو جعل ذلك محصورا على أوقات معينة في اليوم، وتفادي المواقع والقنوات التي لا تعتمد على مصادر موثوقة خاصة التي تركز على الأخبار المرعبة، وهو نفس ما تنصح به منظمة الصحة العالمية التي تشدد على تقليص متابعة الأخبار التي تسبب التوتر، والبحث عن المعلومة من مصادر موثوقة أو رسمية.
ورغم أن الوباء فرض لنا التباعد الاجتماعي، إلّا أن مجلة "إيموشن" تنصح بالاستمرار بالتواصل هاتفياً مع الأصدقاء والأقرباء، واستخدام الكاميرا إن أمكن، والخروج من البيت لاستنشاق الهواء (إن سمحت القوانين في البلد بذلك) مع مراعاة الحرص على التباعد مع الآخرين، ومحاولة الترفيه عن النفس بالرياضة المنزلية أو بشيء آخر محبوب كالقراءة ومشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على ضرورة مساعدة الآخرين في هذه الظروف، كالتواصل مع الجيران لسؤالهم إذا ما احتاجوا شيئاً، ومحاولة خلق تكتل تضامني لمواجهة الفيروس، والحديث عن قصص إيجابية لأشخاص تجاوزوا محنة هذا المرض، كما تنصح بالإشادة بكل من يبذل جهداً لتطويق الفيروس، ومنهم العاملون في الخدمات الصحية.
إ.ع/ع.ج.م