يان أولريش سفير ألمانيا في رياضة الدراجات الهوائية
"أثناء السباق ينشغل ذهني بشيئ واحد، ألا وهو كلمات الأغنية التي تقول: إن الحياة تبدأ في عمر 66 سنة." بهذه الكلمات اختتم الرياضي المحترف يان أولريش سباق الدراجات الهوائية في فرنسا (Tour de France) بعد فوزه بالمرتبة الثالثة. فكلمات هذه الأغنية كانت دائما تشجع ابن الـ31 سنة، خاصة بعد تعرضه للخسارة وعدم حصوله على المرتبة الأولى في هذا السباق مرتين متتاليتين. وغالباً ما حالت ثواني أو دقائق معدودة دون فوزه ولباسه القميص الأصفر، رمز الفوز ببطولة سباق الدراجات. ففي العام الماضي كان الفارق بينه وبين بطل العالم الأمريكي لينس آرمسترونغ 15 ثانية فقط، وفي هذا العام كان الفارق أربع دقائق تقريبا.
زوال التعب مع فرحة الفوز
بعد ليلة من الفرح ونشوة الانتصار الذي حققه فريق ت - موبايل (T-Mobile) الألماني كانت كل مظاهر التعب والإرهاق قد تبددت، خاصة وأن هذا الفريق قد حصل على المرتبة الأولى في سباق فرنسا، حيث كانت الشركة الألمانية (T-Mobile) قد أعدت استقبالا حافلا لأعضاء الفريق الـ 18 عامة ولبطل ألمانيا في سباق الدراجات والحاصل على المرتبة الثالثة في هذا السباق يان أولريش خاصة. وكان أولريش قد حصل على لقب بطل العالم لهذه الرياضة 5 مرات (1983 كان الفوز الأول على دراجة مستأجرة، 1987 بطل الدرجات لسباق المدارس في ألمانيا الشرقية، 1997 بطل سبق فرنسا، 2000 بطل الألعاب الأولمبية، 2003 الفوز بمسابقة الجمعية الألمانية الأولمبية). وتجمع أكثر من 5000 مشجع للفريق في مركز الاحتفالات في مدينة بون ليتوجهوا بعد ذلك مع فريقهم إلى مقر البلدية في المدينة. ويذكر أن الجمهور الألماني كان يستقبل بطله في كل مرة بحفاوة كبيرة. الرياضي بان أورليش المولود في مدينة روستوك الواقعة في ألمانيا الشرقية سابقا، أحد أعضاء فريق التيليكوم (Team Telekom) من عام 1994 حتى 2002، فاز بأول لقب عالمي له في عام 1997 في سباق (Tour de France). وكان فوزه في سباق الألعاب الأوليمبية في سيدني عام 2000 قد بعث الروح في رياضة الدراجات الهوائية لدى الجمهور الألماني.
اسم لامع رغم كل العوائق
بقي اسم الرياضي البارع أولريش لامعا في عالم الدراجات الهوائية رغم منعه من المشاركة في هذا النوع من السباقات، نظرا يتعاطي بعض المنشطات الحيوية دون دراية، حيث قام أحد أصدقاء السوء بدس بعض المنشطات للرياضي في مشروب قدمه له حتى يساعده على تحقيق الفوز في عام 2002، وبعد إجراء فحص الدم ليان قامت اللجنة الرياضية بمنعه من المشاركة في أي سباق محلي أو عالمي لمدة ستة شهور، حتى يتخلص جسمه من جميع بقايا المنشطات. لكن هذا المنع من المشاركة لم يؤثر على اسم الرياضي اللامع، حيث اعتبره الجمهور الألماني ولا زال يعتبره بطلا عالميا ورياضيا من الطراز الأول. وفي عام 2003 تسلم أولريش ريادة الفريق الإيطالي (Bianchi)، حيث حصل على المرتبة الثانية في سباق فرنسا للدراجات مع هذه الفريق. وبعد هذا الفوز عاد ليقود فريق (Team Telekom).
نظرة نحو المستقبل
اعتبر الرياضي الألماني يان أولريش بأن الطريق ما زال مفتوحا للفوز بالقميص الأصفر خاصة بعد اعتزال بطل العالم لهذه الرياضة آرمسترونغ ابتداء من العام القادم. وكان أولرش قد اشترك هذا العام في العديد من السباقات المحلية كان آخرها سباق ليلة هانوفر في يوم 30 تموز/يوليو الماضي الذي فاز به للمرة الخامسة على التوالي. ولا زال الأمل يحذو هذا الرياضي في تحقيق الفوز في سباق ألمانيا للدراجات الهوائية الذي سينطلق في منتصف آب/أغسطس الحالي. وبعد استراحة قصيرة سيبدأ صاحب الاسم اللامع بالتحضير لسباق فرنسا (Tour de France) آملا أن يكون بطله للعام القادم.
تقرير: زاهي علاوي ـ دويتشه فيله