ولاية ساكسونيا انهالت تحتضن آثار القياصرة الأُتونيين

سحرت طبيعة هذه الولاية قياصرة عائلة الأتونيين المالكة وألهمت مهندسيهم المعماريين الذين بنوا قلاعا وكنائس على تلال ساكسونيا أنهالت زادت من جمال المنطقة لتصبح من أروع الولايات بهاء. وفي العصر الروماني الذي دام بين القرن العاشر والثاني عشر كانت ألمانيا مملكة لا عاصمة لها، وهذا ما جعل الملك في ذلك الحين يتنقل من قصر إلى آخر ومن قلعة إلى أخرى.

ماغديبورغ ومحيطها

مدينة مغديبورغ، العاصمة الحالية لولاية لساكسونيا أنهالت الواقعة في شرق ألمانيا، كانت المقر الرئيسي للملك أوتو الأول الذي حكم المنطقة في القرن العاشر حيث كانت المدينة تقع في ملتقى الطرق التجارية ولإعجاب الملك بالمدينة أنشأ فيها أسقفية في عام 968 ليرفع بذلك من أهميتها. وتحول مركز الأسقف هذا لاحقاً إلى دير سمّي دير نسائنا العزيزات الذي يعتبر من أهم المنشآت الرومانية بأبراجه المستديرة. ويستطيع الزائر ملاحظة الانتقال الفني من العصر الروماني إلى العصر الغوطي من خلال مشاهدة ديري القديس ماوريتيوس والقديسة كاتارينا اللذين وضع حجر أساس بنائهما في عام 1209.

في الهارتس

اكتسبت قلعة كفيتيلينغابورغ في شمال جبال الهارتز شهرة أوروبية بعد مبايعة الدوق الساكسوني هاينريش ملكاً على المنطقة في مايو/أيار في عام 919. وحولت زوجته الملكة ماتيلده المقر الملكي في كفيدلينبورغ إلى مركز ثقافي مستقل يهتم بالشؤون النساء. وتوجد في خزينة الكاتدرائية قطع حلي نفيسة إضافة إلى بعض أجزاء سجادة قديمة فاخرة. وعلاوة عاى ذلك أصبحت كفيدلينبورغ ملتقى للفنون المعمارية القديمة ويعود ذلك إلى وجود 1600 منزل قديم من الطين والخشب تم ترميم 500 منزل منها حتى الآن ووضعتها منظمة اليونيسكو في قائمة ميراث الإنسانية.

كانت مدينة هالبرشتات مقراً للأسقف في القرن التاسع ولهذا كان لها نفوذ قوي في القرون الوسطى. وتشتهر المدينة بكاتدرائيتها التي تعد الشاهد على الفنون الغوطية في ألمانيا، وتقع مقابل الكاتدرائية "كنيسة السيدة العزيزة" بأبراجها الأربعة والتي يصفها المختصون مثالاً حياً على الهندسة المعمارية الرومانية.

في الطريق إلى مدينة لايبزيغ

شيد الملك هاينريش وابنه أوتو الأول قلاع كثيرة للدفاع عن مملكته ومن بينها قلعة كفيرفورت التي تعتبر من أكبر الحصن وأقدمها في ألمانيا واستطاعت القلعة الحفاظ على هيكلها الأصلي إلى حد كبير الذي يضم أبراجا عالية تختلف عن بعضها البعض، ويحيط بالقلعة خندق عميق محفور في الصخور.

أما مدينة ميرسيبورغ فقد بنيت على الطراز المعماري الروماني حيث ينبهر الزوار بمنظر الكاتدرائية والقصر الواقع على نهر ساله. ويعتقد المؤرخون أن أقدم عمل أدبي ألماني مكتوب عثر عليه في هذه المدينة وهو ما يشمل أقوالا مشهورة للسحرة والذي يعتبر جزءا هاماً من آداب العصور الوسطى التي كانت محفوظة في أرشيف كاتدرائية ميرسيبورغ.

دويتشه فيله