وكالة حماية الحدود الأوروبية تنتقد مهام الإنقاذ في المتوسط
٢٧ فبراير ٢٠١٧وقال مدير الوكالة فابريس ليجيري في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة اليوم (الاثنين 27 فبراير/ شباط 2017) لا يتعين دعم أعمال الشبكات الإجرامية والمهربين في ليبيا عبر استقبال المهاجرين على متن سفن أوروبية قبالة السواحل الليبية، موضحا أن هذا يدفع المهربين إلى وضع المزيد من المهاجرين على متن قوارب غير صالحة للإبحار. وأضاف ليجيري: "مؤخرا صارت منظمات غير حكومية تتولى 40% من عمليات الإنقاذ، هذا يؤدي إلى تصعيب مهمة سلطات الأمن الأوروبية في معرفة المزيد من المعلومات عن شبكات تهريب البشر عبر محادثة المهاجرين وبدء تحقيقات شرطية".
وتوقع ليجيري ارتفاع عدد المهاجرين القادمين إلى أوروبا انطلاقا من ليبيا خلال العام الجاري مجددا، موضحا أنه منذ بداية هذا العام وفد إلى إيطاليا أكثر من 4500 مهاجر رغم سوء الأحوال الجوية، وقال: "مئات الآلاف من المهاجرين يقيمون حاليا في ليبيا. ولا يزال الكثير من المهاجرين من غرب إفريقيا يتدفقون إلى السواحل الليبية".
وتتوافد اعداد متزايدة من المهاجرين هذا الشتاء إلى ايطاليا نتيجة جهود السلطات الأوروبية لإغلاق طريق الهجرة انطلاقا من ليبيا وخصوصا بسبب الظروف المروعة في هذا البلد. وفي الايام الأخيرة وصل أكثر من 2700 مهاجر تم إنقاذهم إلى ايطاليا، بينهم رضيع ولد على زورق إنقاذ تابع للشرطة النرويجية، ما يرفع عدد الوافدين إلى أكثر من 12 ألفا هذا العام، أي بزيادة 30 إلى 40% مقارنة بالشهرين الأولين للعامين 2015 و2016.
وينطلق المهاجرون من ليبيا في موجات تجعل أي مقارنة خلال بضعة أسابيع فحسب عملا دقيقا، لكن هذه الزيادة في الشتاء لا غرابة فيها. ففي شباط/فبراير 2015 قضى أكثر من 330 مهاجرا في عاصفة، بينهم حوالي 20 بردا أثناء عملية إنقاذ مهولة. في الفترة نفسها من العام الماضي أسفرت عمليات العبور عن مقتل حوالي 100 شخص، فيما أحصت الأمم المتحدة هذا العام حوالي 350 قتيلا أو مفقودا. وقبل أسبوع عثر على جثث 74 مهاجرا على شاطئ قرب طرابلس.
من جهته طالب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني بتأسيس مخيمات لاستقبال اللاجئين في ليبيا ووضع خطة لتنمية إفريقيا. وقال السياسي الإيطالي المحافظ في تصريحات لمجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم "سيكون من السليم إقامة مخيمات لاستقبال اللاجئين في ليبيا. على الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاقية مع ليبيا من أجل هذا الهدف". وفي الوقت نفسه، أكد تاجاني ضرورة توفير المتطلبات الأساسية لهذه المخيمات، مثل توفير عدد كاف من الأدوية والأطباء، وقال "يتعين توفير الوسائل التي تمكن اللاجئين من العيش هناك بكرامة لعدة شهور أو أعوام. مخيمات الاستقبال لا يجب أن تصبح معسكرات اعتقال". كما طالب تاجاني الأوروبيين بخطة بمليارات اليورو لتنمية إفريقيا، وقال "إما أن نتصرف الآن أو يتدفق إلى أوروبا خلال العشرين عاما المقبلة ملايين الأفارقة". وذكر تاجاني أن مشروع التنمية الذي يطلق عليه اسم "مشروع مارشال" يتعين أن يدور حول إطلاق مبادرات للتعليم المهني وتطوير الزراعة وتأسيس شركات محاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية أطلقت مشروع تنموي بعنوان "مشروع مارشال مع إفريقيا" بغرض تنمية القارة. ويعود اسم "مشروع مارشال" إلى برنامج أطلقته الولايات المتحدة لإعادة إعمار غرب أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية.
ح.ز/ ج.ع.م / (أ.ف.ب/ د.ب.أ)