وصول البابا إلى لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام
١٤ سبتمبر ٢٠١٢وصل البابا بنديكت السادس عشر ظهر الجمعة 14 سبتمبر/أيلول إلى لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام. ويقوم البابا خلال زيارته بتوجيه نداء من أجل السلام والمصالحة في المنطقة، بينما يستعر الصراع الأهلي في سوريا المجاورة منذ 18 شهرا. وأثار فيلم مسيء للنبي محمد أنتج في الولايات المتحدة احتجاجات غاضبة في مصر وليبيا واليمن أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين في هجوم لمسلحين إسلاميين على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وقد ازدانت شوارع وميادين العاصمة اللبنانية بيروت بصور بابا الفاتيكان حيث ترفرف أعلام لبنان وأعلام الفاتيكان على الطرقات والجسور والأبنية الحكومية ترحيبا بالبابا. وقد وضعت السلطات اللبنانية كل أجهزتها الأمنية في حالة من الاستنفار تمهيدا لزيارة البابا التي تأتي في ظل مخاوف من تداعيات الأزمة السورية على هذا البلد. ولم يشأ البابا إلغاء هذه الزيارة التي قد تكون الأصعب خلال فترة ترؤسه الكنيسة الكاثوليكية، بسبب المأساة التي يعيشها العديد من المسيحيين في الشرق، مهد المسيحية، لاسيما بسبب تصاعد موجة الإسلام المتطرف. وأعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الخميس 13 سبتمبر/أيلول أن البابا سيدعو خلال زيارته إلى لبنان لوقف دوامة العنف في سوريا وإلى وقف الدعم "بالمال والسلاح" لأي طرف.
ويبدأ البابا زيارته بحفل استقبال في مطار رفيق الحريري الدولي ثم يتوجه إلى حريصا (29 كلم شمال شرق بيروت) حيث مقر السفارة البابوية. وسيوقع في بازيليك القديس بولس الملاصقة للسفارة الإرشاد الرسولي للسينودس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط،، وهو بعنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة"، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومسؤولين كنسيين. ويلتقي البابا السبت الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم رؤساء الطوائف الإسلامية، وأعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ومنظمات شبابية.
على صعيد متصل، وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي من الدوحة بيانا شديد اللهجة إلى البابا بنديكت السادس عشر مطالبا إياه بالاعتذار للمسلمين كما اعتذر لليهود، وذلك عشية زيارته إلى لبنان. وجاء في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الخميس: "في الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد جاهدا "لتهدئة غضب المسلمين في أنحاء العالم نتيجة إيذاء الآخرين لرسولهم الأكرم، يطالب الاتحاد بابا الفاتيكان بالاعتذار للمسلمين عما قاله في محاضرته وفي الإرشاد الرسولي وعما حدث من المجازر على أيدي الصليبيين في الأندلس كما اعتذر لليهود".
ا.م/ س.ك (ا.ف.ب ، رويترز)