وسط حرب وأوضاع مأساوية.. كورونا يصل اليمن ويهدد بكارثة جديدة
١٠ أبريل ٢٠٢٠أعلن اليمن اليوم الجمعة (10 أبريل/ نيسان 2020) رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد. وذكرت اللجنة العليا للطوارئ أن رجلا يمنيا (60 عاما) ثبتت إصابته بالفيروس في محافظة حضرموت الجنوبية المنتجة للنفط، والخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وقال علي الوليدي المتحدث الرسمي باسم اللجنة في مؤتمر صحفي إن الرجل الذي يعمل في ميناء الشحر الصغير في حالة مستقرة بمركز للحجر الصحي.
وبعد الإعلان صباح الجمعة، أقر مكتب محافظ حضرموت حظر تجول ليليا لمدة 12 ساعة في جميع أحياء حضرموت يبدأ من الساعة السادسة مساء اليوم الجمعة وحتى إشعار آخر.
وبدأ صباح الجمعة حظر تجوال في مدينة الشحر والمناطق المجاورة ليوم واحد، بالإضافة إلى إغلاق كافة منافذ المدينة. وأعلن المحافظ أيضا إغلاق ميناء المدينة، وأمر العاملين فيه التزام الحجر الصحي لمدة أسبوعين. وقال سكان إن عربات تابعة للدفاع المدني قرب الميناء أمرت الناس عبر مكبرات الصوت بالبقاء بمنازلهم.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في اليمن عبر تويتر أن "الحالة تحت العزل والمعالجة حالياً، ويتم تتبع جميع المخالطين وحجرهم صحياً". وقالت المنظمة لرويترز في الآونة الأخيرة إنها تسعى لمد اليمن بما يمكنه من فحص آلاف المرضى، مضيفة أنها منحته بالفعل 500 جهاز فحص. وجرى تخصيص نحو 37 منشأة صحية كوحدات عزل.
ومن جانبها دعت منظمة سام اليمنية للحقوق والحريات (أهلية مقرها جنيف) اليوم الجمعة إلى التدخل العاجل في مساعدة اليمن لتنفيذ الإجراءات الاحترازية الضرورية لمنع تفشي جائحة فيروس كورونا، لتفادي وقوع كارثة إنسانية وخيمة. وحثت المنظمة، جميع الأطراف في اليمن على الالتزام بالإجراءات العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الجائحة ومنع خطر تفشيه
وكانت منظمات إغاثية حذرت من أن وصول وباء كورونا المستجد لليمن ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.وقالت ليزا غراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن لرويترز أمس الخميس إنه إذا انتشر الفيروس فسوف تكون النتيجة "كارثية" نظرا لأن الحالة الصحية لما لا يقل عن نصف السكان "متدهورة للغاية" ولا يملك البلد إمدادات أو قدرات أو منشآت كافية للتعامل مع الوضع. وقالت غراندي في بيان اليوم الجمعة "هذا واحد من أكبر التهديدات التي تواجه اليمن خلال المئة عام الماضية... حان الوقت كي تكف الأطراف عن قتال بعضها البعض والبدء في محاربة مرض كوفيد معا".
وتنتشر في البلاد الكوليرا وحمى الدنك والملاريا. ويعتمد 80 في المئة من اليمنيين، أي حوالي 24 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على حافة المجاعة وعرضة للإصابة بالأمراض.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، رويترز، أ ف ب)