وزير المالية الألماني يدافع عن سياسة شولتس إزاء أوكرانيا
٢٣ أبريل ٢٠٢٢
دافع وزير المالية الألماني الليبرالي كريستيان ليندنر اليوم السبت (23 أبريل/ نيسان 2022) عن المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يتعرّض لانتقادات بسبب افتقاره المزعوم للقيادة وعدم تقديمه الدعم اللازم لأوكرانيا.
وقال ليندنر في خطابه أمام المؤتمر العام لحزبه الديموقراطي الحر (الليبرالي)، الذي ينعقد في برلين، إن المستشار الاشتراكي الديموقراطي "أولاف شولتس هو شخصية قائدة تعي تماما مسؤولياتها وتوازن قراراتها بعناية". وتابع خلال خطابه الذي ألقاه عبر الفيديو من واشنطن حيث دخل حجرا صحيا بعد إصابته بكوفيد-19 قبل أيام خلال زيارة للولايات المتحدة، "يتمتع المستشار بثقة الحزب الديموقراطي الحر وبثقة كتلته البرلمانية أيضا في البوندستاغ".
وجاء دعم وزير المالية للمستشار الألماني في وقت يتعرض الأخير لانتقادات متواصلة من قبل المعارضة المحافظة وأيضا داخل الحزب الليبرالي وحزب الخضر أي الطرف الآخر الذي يشكل الحكومة في ألمانيا. وتنتقد عدة دول في أوروبا الوسطى ودول البلطيق سياسة شولتس الذي رفض إرسال معدات عسكرية هجومية إلى كييف بما في ذلك المركبات المدرعة، فيما يتزايد القتال في شرق أوكرانيا.
واعتبر ليندنر أن إرسال المعدات العسكرية إلى كييف يعترضه نوعان من "القيود"، من عدم تعريض "أمننا الخاص" و"قدرتنا على الدفاع عن أراضي حلف شمال الأطلسي" للخطر، إلى محدودية الموارد لدى الجيش الألماني، مكررا بذلك ما قاله المستشار الألماني.
وكان شولتس قد قال في مقابلة أمس مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية إنه يقوم "بكل ما يلزم لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. يجب ألا تحصل حرب نووية". وأضاف أن المعارضين قدموا سياسة حزبه الاشتراكي الديموقراطي حيال روسيا منذ الحرب العالمية الثانية "في شكل مشوه".
التحالف المسيحي يمارس "لعبة خطيرة"
كما انتقد ليندنر بشدة التحالف المسيحي في البوندستاغ بشدة لخطط تقديمه طلبا بشأن توريد أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، متهما إياه بممارسة "لعبة خطيرة". وقال ليندنر، في خطابه أمام المؤتمر العام لحزبه "بمبادرته الحالية لتوريد أسلحة، من الواضح أن هناك محاولة لإيقاع الائتلاف الحاكم في مشكلات، وبالتالي زعزعة استقرار الحكومة ككل".
وأضاف "أقول بوضوح: في أوقات الحرب في أوروبا، ليس لدي أي تفهم لهذا الشكل من المناورات السياسية الحزبية. نحن بحاجة إلى حكومة فاعلة تتخذ القرارات الضرورية لإدارتنا".
ودعا ليندنر إلى تحديد النقاش في إطار ثلاثة فرضيات. أولا، يجب أن تتصرف ألمانيا بالتوافق مع حلفائها، وثانيا، يجب ألا تعرّض قدرتها الدفاعية والتزاماتها بالتحالف للخطر، وثالثا، يجب ألا تصبح هي نفسها طرفا في الحرب.
ركود تضخمي بسبب الحرب في أوكرانيا
من جانب آخر حذر وزير المالية الألماني من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا. وقال إن ألمانيا يجب أن تستعد لـ"ركود تضخمي" وضعف وتيرة سير الاقتصادمع تنامي انخفاض قيمة الأموال. وأشار زعيم الحزب الديمقراطي الحر إلى "خطر إفقار الكثير من الناس" فضلا عن وجود خطر أيضا في القدرة على كسب لقمة العيش كما كان من قبل.
وتحدث ليندنر عن تضرر الثقة في ألمانيا كمقصد للاستثمار، وقلة الاستعداد لدى الشركات لتحمل المخاطر. وحذر من أن الركود التضخمي يمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمة استقرار عميقة بشكل سريع وظهور خطر الجوع في أنحاء من العالم.
وأوضح بأننا "نحتاج من ناحية إلى نمو اقتصادي أكثر وأقوى، ولن ينجح ذلك في موقف يشهد ندرة واختناقات توريد وأسعارا مرتفعة من خلال توزيعنا للمزيد والمزيد من الأموال والإعانات الحكومية". وطالب ليندنر بالاستثمار في التعليم والبحث العلمي وحل التحديات الخاصة بجذب الكوادر الفنية المتخصصة، وبتسريع القضاء على البيروقراطية وإجراءات التخطيط.
ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)