وزير الداخلية الألماني يطالب بمزيد من الاحترام للمشاعر الدينية
١٩ سبتمبر ٢٠١٢في ظل الجدل الدائر حول رسوم كاريكاتورية معادية للإسلام والفيلم المسيء للنبي محمد، طالب وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش بمزيد من الاحترام للمشاعر الدينية. وقال فريدريش اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول 2012) في تصريحات لمحطة "إن 24" الألمانية الإخبارية:"أرى أنه ينبغي إعادة التفكير فيما إذا كان ينبغي حقاً إهانة أشخاص يستمدون من عقيدتهم قوة".
وذكر فريدريش أن هذا لا يتعلق بالمسلمين وحدهم، مضيفاً: "نحن أيضاً كمسيحيين اضطررنا إلى الإذعان إلى أمور كثيرة خلال الأعوام الماضية تحت شعار حرية الرأي والصحافة والفن"، إلا أنه أوضح أنه لا يطالب بتشديد القوانين من أجل ذلك.
من ناحية أخرى،طالبت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا المسلمين بالنأي بأنفسهم عن التجاوزات الأخيرة التي وقعت في العالم العربي على وجه الخصوص خلال الاحتجاجات على الفيلم المسيء للنبي محمد. وقال رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان روبرت تسوليتش في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء: "يتعين على الإسلام أن ينأى بنفسه عن أي شكل من أشكال الأصولية. القتل باسم الله خطيئة ضد الله".
وفي الوقت نفسه، نأى تسوليتش بنفسه عن الفيديو المسيء للنبي محمد، الذي تم إنتاجه من قبل أفراد في الولايات المتحدة. وذكر تسوليتش أن مراعاة معتقدات الآخرين جزء من حرية التعبير، قائلاً: "حرية الرأي تعني احترام حرية الآخرين، ومن بين ذلك حماية المعتقدات الدينية، لكن كثيراً ما يتم تجاوز ذلك حتى لدينا في ألمانيا".
إمكانية قانونية لمنع عرض الفيلم
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الألمانية إن هناك إمكانية قانونية لمنع عرض الفيلم المسيء للنبي محمد في إحدى دور العرض العامة. وقال متحدث باسم الوزارة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية الثلاثاء إن مقاطع الفيلم تحتوي على إهانات واضحة وازدراء للدين الإسلامي وإن الأيام الأخيرة أظهرت وبشكل جلي أن هذه الإساءات كافية لتكدير السلم العام. ورأى المتحدث أنه وبناء على ذلك فإن هناك أسباباً جيدة لحظر عرض الفيلم اعتماداً على المادة 166 من قانون العقوبات.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت أنها تدرس السند القانوني لمنع عرض الفيلم المسيء لنبي الإسلام بشكل علني في ألمانيا. غير أن الوزارة أكدت أن قرار المنع لن يكون من قبل الحكومة الألمانية الاتحادية ولكنه يخضع لاختصاص الولايات الألمانية التي ينتظر أن يعرض الفيلم بها.
وأعلن حزب "برو دويتشلاند" القومي اليمني المتطرف عزمه عرض الفيلم كاملاً وبشكل عام في برلين في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل. وضم وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله صوته لوزير الداخلية هانز بيتر فريدريش الذي أيد حظر عرض الفيلم في ألمانيا.
وأثار الفيلم الذي أنتج في الولايات المتحدة وعرض تحت اسم "براءة المسلمين" موجة عارمة من الاحتجاجات الغاضبة التي اتسمت بالعنف في كثير من الأحيان في العالم الإسلامي.
ع.غ/ ش.ع (د ب أ، رويترز)