وزيرة العدل الألمانية تخشى تعقيدات لسن قانون يجيز ختان الذكور
٢٢ يوليو ٢٠١٢أعربت وزيرة العدل الألمانية زابينه لويتهويسر شنارنبيرغر عن اعتقادها بأن ثمة صعوبات كبيرة تواجه سن قانون يجيز ختان الذكور لدى المسلمين واليهود في ألمانيا. وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة الاثنين (23 يوليو/ تموز 2012) قالت الوزيرة الألمانية إن "المسألة أكثر تعقيدا من مجرد إضافة مادة صغيرة هنا أو هناك كما يتصور البعض".
وكان البرلمان الألماني قد أعلن الخميس الماضي في رسالة منه لتأكيد احترامه شعائر الديانتين الإسلامية واليهودية عبر بيان رمزي تأييده إصدار تشريع يسمح بالختان الديني للذكور في ألمانيا. ووافق البرلمان في ذلك اليوم بأغلبية كبيرة على قرار يدعو إلى السماح من ناحية المبدأ بختان يتم بشكل طبي متخصص ولا يتسبب في ألم للأطفال الذكور.
وأعربت الوزيرة المنتمية إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا عن اعتقادها بأنه من الممكن في النهاية عرض اللائحة القانونية التي يجري الحديث بشأنها والتي يفترض تنظيمها للختان الديني على المحكمة الدستورية بمدينة كارلسروه ليقرر قضاتها مدى توافق مثل هذه اللائحة مع القانون الأساسي (الدستور).
جاء قرار البرلمان بعد ثلاثة أسابيع من الحكم الذي أصدرته محكمة في مدينة كولونيا وحظرت بموجبه ختان الذكور باعتباره انتهاكا جسديا للإنسان وتعديا على حرية اختيارالدين، ورأت المحكمة أن هؤلاء الذكور هم وحدهم الذين من حقهم تقرير ما إذا كانوا يريدون ختان أنفسهم أم لا وذلك لدى بلوغهم.
وأثار هذا الحكم موجة استياء واسعة على المستوى الدولي وجعل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تؤكد آنذاك أنها لن تسمح بأن "يقال إن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لا يستطيع فيها اليهود أداء شعائرهم.. وإلا سنصبح أمة مهرجين ...".
الاستعانة بصور نمطية عن اليهود للطعن في الختان
وتتواصلت الانتقادات القوية لقرار حظر الختان الصادر عن محمكة كولونيا، إذ قال مقرر الأمم المتحدة الخاص للشؤون الدينية وحرية المعتقد، هاينر بيلفيلد خلال ندوة في معهد هايدلبيرغ للدراسات اليهودية "نشهد حاليا جدل تهميش معادي للسامية باسم القيم الليبرالية". وأشار بيلفيلد إلى أن النقاش الإعلامي يستهدف النيل من الديانات بصفة عامة، كما أن بعض الحقوقيين يحاولون "التقليص" من الحرية الدينية المضمونة في الدستور.
أما مدير معهد الدراسات اليهودية بهايدلبيرغ غرب ألمانيا، يوهانس هايل فقد أوضح أن الجدل القائم حاليا حول الموضوع يستخدم صورا نمطية معادية لليهود، علما أنه تم التمييز في العصور الوسطى ضد الختان كعادة يهودية قاسية. وقال هايل إنه إذا كانت صحف تستخدم صورا لأطفال يصرخون لتبيان فحوى الجدل حول الختان، "لاسيما للرفع من مبيعاتها، فإنه يجب الانتباه إلى أي تقاليد تاريخية يتم التوجه".
( م أ م/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو