وجهة نظر: ليس المنتظر من ميركل كلام فضفاض فقط!
٢٤ أغسطس ٢٠١٥من كل حدب وصوب تتعالى يوميا الدعوات المطالبة بأن "تخرج ميركل عن صمتها" إزاء مأساة اللاجئين الدرامية. شبكات التواصل الاجتماعي مليئة بالاتهامات الموجهة إلى المستشارة الاتحادية. وفي موقع تويتر، حيث تكثر الثرثرة وحيث يوجد العديد من الصحفيين، يأتي الموضوع في مقدمة القضايا المطروحة. والسياسيون من جميع الأحزاب، باستثناء المحافظين، يتهمون المستشارة الألمانية بالتقاعس.
مطالب كثيرة ولكن...
في الجوهر، المنتقدون على صواب. ورغم ذلك عليهم الحذر في مطالبهم المبتذلة في كثير من الأحيان حتى لا يحيدوا عن الهدف، فلا أحد يملك حلا سحريا لقضية اللجوء واللاجئين، لا على المستوى الوطني ولا الدولي.
ما نحتاج إليه هو إستراتيجية ذات مصداقية تدعمها معاً كل القوى السياسية وقوى المجتمع المدني. وهذا في الواقع يتطلب وبشكل مُلحٍ دعوة للتنبيه من أعلى سلطة. على المستوى الحكومي، يمكن فقط لميركل فعل ذلك، المستشارة المنتخبة من البرلمان، فكلمتها لها وزن أكثر من أي كلمة أخرى، وهي التي تحدد التوجه السياسي وفقا للقانون الأساسي. المطلوب من المستشارة في قضية اللاجئين أن تحدد هذا التوجه. ولا يكفي أن تعبر عن ذلك بعبارات عامة وفضفاضة. وقولها بأن العنف ضد طالبي اللجوء السياسي غير مبرر وأن هذا "لا يليق ببلادنا"، فهذا أمر بديهي. لكن هذا قليل جدا سماعه من فم ميركل.
لماذا لا يوجد موقف مشترك من ميركل وغاوك؟
بالنظر إلى مصلحة المحتاجين، الذين يأتون إلينا ويحظون بدعم كبير، فقد حان الوقت لأن تكون ميركل في طليعة هذه الحركة. وهناك فرص كثيرة لكي ترسل المستشارة إشارة قوية. وسيكون أمر مرحب به لو يصدر بيان حكومي تدعمه جميع الكتل في البرلمان، غير أن ذلك من غير المحتمل - مؤقتا على الأقل - بسبب عطلة البرلمان الصيفية، لكن موضوع اللاجئين لا يحتمل الانتظار أطول. يبقى إذن، أن تقوم ميركل شخصيا في خطوة أولى بالإفصاح عن موقفها بالتفصيل. كما يمكن التفكير في ببيان مشترك من ميركل ومن الرئيس الألماني الإتحادي غاوك.
باستطاعة الشخصية السياسية الأكثر نفوذا والمتولي لأعلى منصب في تمثيل ألمانيا، وبحكم سلطة منصبيهما وشعبيتهما الكبيرة لدى المواطنين، أن يبعثا بإشارة لا لبس فيها. وسيكون لهذه الإشارة صدى وصوتا رنانا على الصعيد الدولي. ومن المفترض أن تحمل تلك الرسالة ما مفاده أن ألمانيا تبدي أكبر استعداد لاستقبال اللاجئين مقارنة بمعظم شركائها الأوروبيين. إنه أمر تعرفه البلدان الأخرى ويؤكد عليه الوزراء الألمان مرارا وتكرارا. لكن الأفضل من ذلك هو أن يتم إرسال هذا النداء إلى داخل ألمانيا برمتها وخارجها أيضا ، وأن تكون ميركل في مقدمة ذلك.