وثائق تكشف تلقي الرئيس الفخري للفيفا رشاوى بالملايين
١٢ يوليو ٢٠١٢ذكرت صحيفة "أو ستادو دي ساو باولو" البرازيلية الخميس (12 يوليو/تموز 2012) أن جواو هافيلانج الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وريكاردو تيكسيرا الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي للعبة قد يحاكمان في البرازيل بسبب قضية الفساد المتورطين فيها.
وكانت وثائق نشرتها الأربعاء إحدى المحاكم السويسرية قد كشفت عن تلقي هافيلانج وتيكسيرا رشاوى بالملايين في إطار المفاوضات مع شركة التسويق الرياضي المفلسة "آي إل إس". وقد تتم محاكمتهما في البرازيل في حالة وجود طلب تعاون قضائي من جانب سويسرا، البلد الذي صدر فيه الحكم، أو في حالة القيام بمعادلة للاتهام. وأضافت "أو ستادو دي ساو باولو" أن طلب تعاون من سويسرا إلى البرازيل سيساعد في تسهيل الإجراءات الضرورية للتحقيق، كالبحث عن أدلة أو جمع الشهادات.
إغلاق قضية مقابل مبالغ دفعها هافيلانج وزميله
وتم الكشف عن ضلوع البرازيليين هافيلانج وتيكسيرا في الفساد الأربعاء من خلال وثائق نشرت عقب حكم المحكمة العليا السويسرية. وتشير هذه الوثائق إلى حصول هافيلانج رئيس الفيفا بين عامي 1974 و1998 على 5ر1 مليون فرنك سويسري (نحو 25ر1 مليون يورو بسعر اليوم)، فيما حصل تيكسيرا خلال الفترة من أيار/مايو 1995 وتشرين ثان/نوفمبر 1997 على 74ر12 مليون فرنك سويسري على الأقل (نحو 6ر10 مليون يورو بسعر اليوم). وبشكل إجمالي دفعت شركة "أي أس أل" على 138 مليون فرنك سويسري في صورة رشى بين عامي 1989 و2001، في فضيحة تورط فيها العديد من مسئولي الفيفا.
وأغلقت القضية في أيار/مايو 2010 بعد إعادة دفع مبلغ لم يكشف عنه من قبل هافيلانج وتيكسيرا، لكن المحكمة العليا في سويسرا أصدرت الأربعاء المستندات التي بحوزتها بناء على طلب مؤسسات إعلامية. وقالت سيلفيا شينك عضو منظمة الشفافية الدولية للشئون الرياضية "إنني مندهشة من أن السيد هافيلانج مازال الرئيس الفخري للفيفا رغم أنه بات معلوما منذ سنوات بأنه تلقى أموالا". وكان الفيفا قد منح شركة "أي إل إس" حقوق بث نهائيات كأس العالم في عامي 2002 و 2006 .
تاريخ حافل بالإنجازات ولكن؟
ولد هافيلانج في الثامن من أيار/مايو 1916 لأب بلجيكي، وعلى مدار تسعة عقود، حقق هافيلانج نجاحا تلو الآخر، منذ بدأت علاقته بالرياضة في سن الصبا. ونجح في تحويل كرة القدم إلى مجال مربح اليوم، حيث أكد أنه تولى رئاسة الفيفا وخزانته بها 20 مليون دولار، وترك منصبه وخزائن الاتحاد الدولي تحوي أربعة مليارات دولار. وخلال رئاسته للاتحاد الدولي، وسع هافيلانج عضوية الاتحاد والتي تبلغ حاليا 208 من الدول الأعضاء، أي ما يفوق عدد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما ارتفع، في عهده، عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات بطولات كأس العالم من 16 إلى 32 منتخبا. ونجح هافيلانج بسياسته في جذب رعاة بارزين مثل شركات كوكاكولا ونايكي وماكدونالدز، لرعاية الفيفا وبطولاته.وكان لهافيلانج تأثير بارز أيضا في اللجنة الأولمبية الدولية ونجح في استغلال نفوذه لجلب حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2016 إلى بلاده حيث تنظمها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. ونجح هافيلانج في أن يقنع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بمنح حق الاستضافة لريو دي جانيرو حتى تسنح له الفرصة لمشاهدة الأولمبياد في بلاده بعدما يكمل عامه المائة.
وحتى العام الماضي، كان هافيلانج عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية لكنه استقال لأسباب صحية في كانون أول/ديسمبر الماضي، وجاء تنحيه عن منصبه ليسقط عنه إجراءات اللجنة الأولمبية الدولية بشأن ادعاءات بالفساد ضده.
(ص ش / د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي