واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
١٨ أبريل ٢٠٢٤أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا الخميس (18 أبريل/ نيسان 2024) فرض عقوبات واسعة النطاق على برنامج إيران العسكري للطائرات المسيرة، وذلك رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الجمهورية الإسلامية ضدّ إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان الخميس: "اليوم، نحمّل إيران المسؤولية، ونفرض عقوبات جديدة وقيوداً على الصادرات".
وفي بيانه قال بايدن: "بناء على ما ناقشته مع زملائي قادة مجموعة السبع في الصباح التالي، فإنّنا ملتزمون بالعمل بشكل جماعي لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران". وتابع بايدن "حلفاؤنا وشركاؤنا أصدروا أو سيصدرون عقوبات وإجراءات إضافية تهدف إلى الحدّ من برامج إيران العسكرية المزعزعة للاستقرار".
ومن جهته، قال البيت الأبيض: "سنترك خيار فرض المزيد من العقوبات على إيران متاحا".
وبدورها، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنّ العقوبات الجديدة تستهدف "16 شخصاً وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية بدون طيّار"، منها طائرات شاهد التي "تمّ استخدامها خلال هجوم 13 نيسان/أبريل" على الدولة العبرية.
قيود على تحركات وزير الخارجية
وفي وقت لاحق قال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن فرضت قيود سفر إضافية على وفد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات بالأمم المتحدة.
وأضاف باتيل في تصريحات للصحفيين أن القيود تسمح للوفد بالتحرك فقط في محيط مربعين سكنيين من مقر الأمم المتحدة، بين المنظمة ومقر إقامة بعثة إيران، وبين الأمم المتحدة ومطار جون إف. كنيدي.
لندن تستهدف شخصيات ومنظمات عسكرية إيرانية
وتستهدف عقوبات لندن "العديد من المنظمات العسكرية الايرانية والأفراد والكيانات المنخرطة في صناعة المسيرات والصواريخ البالستية الإيرانية". وكذلك تستهدف العقوبات، التي تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، وزير الدفاع الإيراني وشخصيات ومنظمات عسكرية أخرى، بما في ذلك هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والقوة البحرية الخاصة بالحرس الثوري.
وقالت بريطانيا إن إجراءاتها، التي أعلنتها خلال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا، تهدف إلى الحد من قدرة طهران على زعزعة استقرار المنطقة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان "هجوم النظام الإيراني على إسرائيل كان عملا متهورا وتصعيدا خطيرا". وأضاف "فرضنا اليوم عقوبات على قادة الجيش الإيراني والقوات المسؤولة عن هجوم مطلع الأسبوع".
لكن العقوبات الجديدة لم تتطرق لقطاع النفط الإيراني. وتشير بيانات رويترز إلى أن إيران هي ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
إيران تحذر من استهداف منشآتها النووية
ومن جهته حذر العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة حماية وأمن المراكز النووية في الحرس الثوري الخميس إسرائيل من استهداف المنشآت النووية الإيرانية ردا على الهجوم الذي شنّته طهران على الدولة العبرية، ملمّحاً الى أن الجمهورية الإسلامية قد تعيد النظر في "عقيدتها" النووية بحال حصول ذلك. وقال طلب إنه في حالة استهداف إسرائيل المراكز والمنشآت النووية، فإنها ستواجه حتما بردة فعل إيراينة، موضحا: "وللرد بالمثل فإن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.
وشنّت إيران ليل السبت الأحد هجوما على إسرائيل بمئات الطائرات المسيّرة والصواريخ ردّاً على ضربة دمّرت مبنى قنصليتها في دمشق وأودت بسبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في الأول من نيسان/أبريل. واتهمت طهران إسرائيل بشنّ الضربة.
وأكدت الدولة العبرية أنها تحتفظ بالحق "في حماية نفسها" ردّاً على الهجوم الإيراني، على رغم تأكيدها أنها تمكنت وحلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة، من إسقاط غالبية الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها طهران. وفي ظل التهديد الإسرائيلي بالردّ على رغم الدعوات الدولية للتهدئة، شدد حق طالب على أنه "تم تحديد المراكز النووية" لإسرائيل، مؤكدا أن "يدنا على الزناد لإطلاق الصواريخ القوية لإبادة الاهداف المحددة" في حال استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية.
ويرجح خبراء امتلاك إسرائيل أسلحة ذرية، علما بأنها لم تنف أو تؤكد هذا الأمر. في المقابل، تتهم إسرائيل ودول غربية إيران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه إيران على الدوام وتؤكد سلمية برنامجها النووي.
ع.ش/ ص.ش (أف ب، رويترز)