تحالف واشنطن ضد إيران.. من سينضم إليه؟
٢٧ يونيو ٢٠١٩تحالف عالمي جديد ضد ايران لا يشمل فقط دول الخليج، بل أيضا آسيا وأوروبا ـ هذا هو المخطط الجديد لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وقبل سفره إلى العربية السعودية والإمارات أعلن بومبيو أن التحالف يجب أن يكون مستعدا "لدحض أكبر راع للإرهاب". كلام يحمل بين طياته مؤشرا على أن ذلك قد يشمل عملا عسكريا لم يكشف عنه بومبيو.
ووصف بومبيو القيادة في ايران بأنها "شبكة طغيان وفساد"، وأنه سيستمر "العمل بحملة العزلة الدبلوماسية وأعلى درجات الضغط الاقتصادي" حتى توافق ايران على اتفاق نووي شامل. لكن ما هي الدول التي من المحتمل أن تشارك في هذه الحملة؟
العربية السعودية
المملكة هي أحد المرشحين البارزين لتشكيل هذا التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن العربية السعودية وايران عدوان لدودان. وفي الوقت الذي تعتبر فيه طهران نفسها كقوة حماية للشيعة، فإن العربية السعودية على غرار غالبية الدول العربية ذات توجه سني. ومع هذا النزاع العقائدي القديم يحاول كلا البلدان توطيد نفوذهما في الشرق الأوسط. ولبلوغ هذا الهدف تشن الرياض وطهران حروبا بالوكالة مثلا في اليمن. وخلال زيارة بومبيو أعلن ولي العهد محمد بن سلمان، حسب وكالة الأنباء الرسمية بأن بلاده تقف إلى جنب الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة "الأنشطة الإيرانية المعادية" والإرهاب.
الإمارات العربية المتحدة
وحتى دولة الإمارات تُعتبر حليفا عربيا وثيقا للولايات المتحدة الأمريكية. وبخلاف العربية السعودية فإن الإمارات العربية المتحدة تراهن على الحل السياسي في النزاع الإيراني. والتوترات في منطقة الخليج وجب تخفيفها عن طريق محادثات مشتركة ومفاوضات، كما أعلن عبر تويتر وزير الدولة في الخارجية، أنور قرقاش. وحتى ولي عهد أبو ظبي، وبذلك الحاكم الحقيقي في الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن سعيد آل نهيان كان إلى حد الآن في تصريحاته حول ايران متحفظا أكثر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وكجارة لإيران ـ شواطئ الإمارات العربية المتحدة وايران يفصلها فقط الخليج الفارسي وخليج عمان ـ يمكن أن يشكل تصعيد عسكري تهديدا للإمارات.
اسرائيل
على غرار الكثير من الدول العربية يُنظر في اسرائيل إلى ايران كأكبر تهديد في المنطقة. وفي الوقت الذي ظل فيه البلدان حتى الثورة الاسلامية في 1979 حليفين ضد الدول السنية المجاورة، تنظر القيادة الإيرانية إلى " النظام الصهيوني" في إسرائيل منذ تلك اللحظة كعدو ولا تعترف بها كدولة شرعية. وتنظر اسرائيل من جانبها إلى البرنامج النووي الإيراني وتوسيع النفوذ بشكوك كبيرة. وخاض البلدان نزاعهما مؤخرا من خلال حرب بالوكالة في سوريا حيث تدعم طهران نظام الأسد. وفي المقابل تبقى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود الحليف السياسي الرئيسي لإسرائيل ـ وتحت قيادة دونالد ترامب زاد تقارب البلدين. ومن المحتمل بشكل كبير أن تشارك اسرائيل في تحالف ضد القيادة في طهران.
بريطانيا
خارج الشرق الأوسط تكون بريطانيا البلد الوحيد الذي يمكن ان يشارك في تحالف مناهض لإيران. وحاولت البلاد في الحقيقة بعد الإلغاء الأحادي الجانب من الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي التمسك مع روسيا والصين وفرنسا وألمانيا بالاتفاق مع إيران. لكن من جانب آخر يتهم البريطانيون إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية أيضا ايران بالوقوف وراء الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان. وحثت بريطانيا في بيان مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ايران "على التخلي عن عمليات أخرى تهدد الاستقرار الإقليمي". وتربط البريطانيين مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقات دبلوماسية خاصة. وقد عملوا غالبا ـ مثلا في الحربين العالميتين وفي الحرب الباردة ـ كحلفاء. وقدمت بريطانيا الدعم بشكل كبير في حرب العراق في 2003 في الوقت الذي رفضت فيه دول أوروبية بسبب انعدام الشرعية الدولية والأدلة لوجود تهديد من طرف العراق.
فرص الحصول على داعمين إضافيين ضعيفة
وبغض النظر عن الدول المذكورة آنفا، فإن القليل يؤشر على أن بلدانا أخرى لها اهتمام في الدخول في تحالف ضد ايران ـ أكان ذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية. فالصين مثلا لها علاقات جيدة مع مصدر النفط ايران. وعلى أساس هذه الحقيقة لن تجرؤ دولة افريقية على الوقوف ضد ايران وبالتالي الوقوف ضد الصين ذات النفوذ الكبير في افريقيا.
وحتى في أوروبا قلما ستنجح الولايات المتحدة الأمريكية في تحريك التعبئة ضد ايران. ووقفت مؤخرا بلدان مثل فرنسا وألمانيا ضد سياسة ترامب تجاه ايران عندما حاولت إنقاذ الاتفاق النووي مع ايران رغم تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنه وتفادي العقوبات الأمريكية. وتحالف مناهض لإيران لن يتأتى بالتالي بالحجم الذي ترغب فيه واشنطن. لكن يجب ترقب تحرك الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادي والأمني السياسي لبلوغ هدفها المنشود.
إينس أيزله/ م.أ.م