واشنطن تحذر من إجراءات أحادية لتغيير الوضع في القدس
٤ يناير ٢٠٢٣انتقدت الولايات المتحدة الزيارة التي قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي ،إيتمار بن غفير، إلى باحة المسجد الأقصى (جبل الهيكل بالنسبة لليهود). وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الثلاثاء إن "الولايات المتحدة تقف بحزم مع الحفاظ على الوضع القائم التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس". وتابع برايس موضحا "نعارض أي إجراءات أحادية الجانب تقوض الوضع القائم التاريخي. وهي غير مقبولة".
ومن جانبه، أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعرض لانتقادات واسعة لإشراكه بن غفير في حكومته الدينية اليمينية الجديدة، ما قام به وزيره، الذي أدين سابقا بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية يهودية. وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ملتزم بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي بصرامة، دون تغييرات". وأضاف البيان "لن نتلقى إملاءات من حماس"، مشيرا إلى أنه في ظل الوضع الراهن، ذهب وزراء إلى الحرم القدسي في السنوات الأخيرة، بمن فيهم وزير الأمن العام جلعاد إردان، "ومن ثم، فإن الادعاء بحدوث تغيير في الوضع الراهن لا أساس له".
وقام بن غفير، عضو حزب "القوة اليهودية" اليميني المتشدد، بزيارة إلى باحة المسجد الأقصى الثلاثاء، رغم التحذيرات بالبقاء بعيدا عنه، مما أثار ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين ومن العديد من الدول العربية. وبعد الزيارة، كتب بن غفير تغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها إن "الحكومة الإسرائيلية التي أنا عضو فيها، لن تخضع لمنظمة القتلة المشينين. الحرم القدسي مفتوح للجميع، وفي حال كانت حماس تعتقد أن تهديداتها يمكن أن تخيفني، فعليها أن تفهم أن الزمن قد تغير".
إدانة عربية وإسلامية
وفيما استدعت عمَّان السفير الإسرائيلي تعبيرًا عن احتجاجها، قال بن غفير إن "جبل الهيكل هو الموقع الأهم بالنسبة لشعب إسرائيل ونحافظ على حرية الحركة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، لكن اليهود أيضا سيتوجهون إلى الجبل، وينبغي التعامل مع أولئك الذين يوجّهون تهديدات بيد من حديد". ويذكر أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة بالنسبة للمسلمين. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم. في الوضع الراهن، يمكن لغير المسلمين زيارة المكان في أوقات محددة ولكن لا يمكنهم الصلاة فيه. ومع ذلك زادت في السنوات الأخيرة اعداد الزوار من اليهود القوميين في كثير من الأحيان الذين يصلون خلسة في المكان في ظل إدانة فلسطينية.
وصفت الخارجية الفلسطينية الزيارة بأنها "استفزاز غير مسبوق وتهديد خطير لساحة الصراع". وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن "استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع".
ألمانيا تصف الزيارة بـ"الاستفزازية"
ودعت برلين إلى "تجنّب الخطوات التي قد تزيد التوترات". وكتب السفير الألماني في إسرائيل على تويتر إن "الوضع القائم" في المسجد الأقصى "لطالما ساهم في الحفاظ على سلام وأمن هشّين حول المواقع المقدّسة".
من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأربعاء إن ألمانيا ترفض أي خطوات أحادية من شأنها أن تهدد الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى واصفا زيارة وزير الأمن الوطني الإسرائيلي الجديد لحرم المسجد بأنها
استفزازية.
وقال المتحدث في مؤتمر صحفي حكومي اعتيادي "نتوقع أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بمواصلة الممارسات المجربة سابقا بشأن الأماكن المقدسة في القدس وأن تضع حدا لأي استفزازات متعمدة أخرى".
ودانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي "اقتحام بن غفير للمسجد الاقصى بحماية قوات الأمن الإسرائيلية". بدورها نددت السعودية بما وصفته بأنه "ممارسات استفزازية"، مؤكدة على موقف الرياض "الراسخ بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني". ودانت الإمارات بشدة الخطوة وجددت موقفها "بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه". وقالت الكويت إن "هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ". وعبر مصدر في وزارة الخارجية المغربية عن إدانة المملكة ودعوتها "إلى الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى، والحد من التصعيد وتفادي الأعمال الأحادية والاستفزازية".
موقف الحاخامية
وقال كبير حاخامات السفارديم في إسرائيل يتسحاق يوسف في رسالة لبن غفير "باسم الحاخامية الكبرى أطلب منك ان تمتنع في المستقبل عن الذهاب إلى جبل الهيكل وكل منطقة فيه". وأضاف "من الواضح أنك كوزير لا يمكنك مخالفة تعليمات الحاخامية ... ماذا سيقول الناس عندما يرون وزيرًا يهوديًا ملتزمًا يستهزئ بموقف الحاخامية".
أما زعيم المعارضة يائير لبيد فقال في تغريدة "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط وفي أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط". وفي عام 2000، كانت زيارة زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون إلى باحة الأقصى من أبرز العوامل التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى العام 2005.
وعقب زيارة بن غفير حاول مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل، وفقا لما ذكره الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة عبر تويتر "تم الليلة التحقق من عملية إطلاق فاشلة لصاروخ سقط شمالي قطاع غزة". ووفقا للإجراءات العملياتية المتبعة، لم يتم إطلاق أي إنذار. ويستمر الروتين على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كامل". ولم ترد أي تقارير بشأن حدوث إصابات أو وفيات.
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ / أ.ف.ب)