هل يحصل الجربا على أكثر من تمثيل دبلوماسي من واشنطن؟
٨ مايو ٢٠١٤"إنه تحول لصالح المعارضة السورية"، هكذا علقت سيلينا ريالويو، خبيرة شؤون الشرق الأوسط والإرهاب في جامعة الدفاع الدولية في تصريح لـ DWعلى نبأ منح الصفة الدبلوماسية لمكاتب الائتلاف السوري المعارض في الولايات المتحدة. فمنذ أكثر من عام وائتلاف المعارضة السورية يسعى للحصول على شكل من أشكال التمثيل الدبلوماسي في واشنطن.
بيد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قلل من أهمية منح مكاتب الائتلاف السوري المعارض وضعية "بعثات دبلوماسية أجنبية". وقال كيري ردا على سؤال طرحته عليه DWفي مؤتمر صحفي: "لقد قلنا في السابق إنهم الممثلون الشرعيون، بيد أننا لم نذهب إلى حد الاعتراف بهم على الصعيد الدبلوماسي".
"لا يمكن إسقاط الأسد إلا بالعمل العسكري"
من جهته، أعرب أنتوني كوردسمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المركز الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والدولية، عن تفهمه لموقف الولايات المتحدة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة أن تأخذ واشنطن خيارات أخرى في الحسبان. ويقول: "إذا ما أراد جون كيري أن يعطي القوى المعتدلة ورقة للضغط، فيتعين عليه المجازفة، وهو الأمر الذي لم يفعله قط طوال عمر الأزمة السورية"، في إشارة إلى تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية. وفي استفسار من قبل DWرفض كيري التعليق على موضوع تزويد المعارضة بالأسلحة الثقيلة.
أما عن المساعدات الدولية لسوريا والتي رفعت قيمتها بمقدار 27 مليون دولار إضافية، فمن المقرر تخصيصها لشراء "الأسلحة غير الفتاكة". "نحن نأمل أن نجد طريقا لإنهاء هذا العنف الغير العادي الذي يدمر البلاد"، على ما يقول كيري. لكن يبدو أن ذلك أمر غير مقنع بالنسبة لكوردسمان، الذي يقول: "إذا تعلق الأمر فقط بسلسلة من الأنشطة السياسية دون أي تأثير على الوضع العسكري، فهذا ليس إلا تجميلا سياسيا."
بيد أن واقع الحرب الأهلية الدامي مختلف تماما، إذ يحقق الأسد نجاحات عسكرية متواصلة فيما تعاني المعارضة من انقسامات شديدة. كما تتزايد قوة الجماعات الإسلامية المتشددة داخلها على حساب القوى المعتدلة على غرار الائتلاف الوطني السوري. وعندما يلتقي رئيسه أحمد جربا بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري وربما أيضا الرئيس باراك أوباما، فإنه لا يستطيع أن يتنصل من تقييم الوضع على الأرض. "لن تكون هناك أي إمكانية لإسقاطه إلا في حال استخدام القوة العسكرية ضده"، حسب كلام ريالويو. بيد أن يبدو أنه لا أحد من الفاعلين في الخارج مسعدون لهذه الخطوة.
"لا أحد يستطيع التنبؤ بنهاية سعيدة"
ونظرا للعنف الشديد، فإن بقاء الأسد أمر غير ممكن بالنسبة للولايات المتحدة إلا إذا لبى بعضا من شروطها، على ما يقول كوردسمان. "يتعين على الأسد أن يظهر تعاونه في عدد من المسائل، انطلاقا من المسائل الإنسانية وصولا إلى تحديث سوريا. ولكنه رفض بشكل قاطع القيام بذلك حتى الآن".
وكلما طالت الحرب الأهلية، كلما ازداد الوضع تفجرا في سوريا، حسبما تقول سلينا ريالويو، الخبيرة في شؤون الإرهاب. وكما هي الحال في العراق، فهناك العديد من المناطق في سوريا تخلو من سلطة القانون والدولة وتسود فيها جماعات مسلحة تحكم بقوة الحديد والنار. "هناك خبراء يقولون إن هناك في سوريا عددا من المقاتلين الأجانب يفوق عددهم خلال ذروة الحرب ضد القاعدة في العراق".
الوضع في سوريا بعد أشهر طويلة من الانتظار والتردد في درجة يدعو لليأس، على ما يقول آنتوني كوردسمان. لذلك فإن منح الوضعية الدبلوماسية لمكاتب المعارضة المعتدلة ليس إلا مجرد خيار زهيد الثمن، سيتعين الانتظار لرؤية ما إذا كانت له تداعيات أم لا. "ولكن لا أحد اليوم، ممن لديه اطلاع على الشأن السوري، بإمكانه أن يتنبأ ما إذا ستكون للحرب الأهلية نهاية سعيدة أم لا".