هل للأبراج علاقة بالحب واختيار شريك الحياة؟
٣ يونيو ٢٠١١لا يمكنني أن أغادر المنزل قبل أن أعرف ما الذي يحمله برجي لي اليوم "هكذا يبدأ الشاب الألماني فيليب (22ربيعا) يومه، ففيليب الذي يتخصص في مجال إدارة الفنادق، يؤكد على أن خروجه من المنزل دون توقع مسبق لما سيصادفه في يومه يجعل ثقته بنفسه ضعيفة.
أما الشابة لورا فتعلّق على رأي فيليب ضاحكة "لا أراه أمرا منطقيا أن يعلق الأشخاص مصيرهم بما تقوله الأبراج، فهي تختلف من مجلة لأخرى، فأي واحدة منها أصدّق؟". اختلاف توقعات الأبراج من مجلة لأخرى يدفع الشابة سابينه لقرائتها في نهاية اليوم "أنا لا أؤمن بها إلا أنني أقرؤها لأقارن فيما إذا كان هناك تطابق بين ما تقوله وما حدث معي".
" المنقذ من ضغوطات الحياة"
تباين آراء الشباب الألماني حول إقبالهم على قراءة الأبراج، يتشابه كثيرا مع الشباب العربي، إذ تؤكد الصحفية المصرية مروة العلاق أنها شغوفة جدا بقراءة الأبراج. أما سبب اهتمامها الزائد فهو كما تقول"طبيعة عملي كمعدة فقرة الأبراج وحظك اليوم في جريدة الشروق المصرية زاد من اهتمامي بالأبراج، لدرجة أنني أصبحت أعرف تماما لأي برج ينتمي أي شخص كان بمجرد معرفة مواصفاته".
وعلى عكس مروة ينتقد الشاب اللبناني ربيع تزايد الاهتمام الذي يوليه الشباب اللبناني وخاصة الفتيات للأبراج "من المؤسف أن كتب الأبراج أصبحت تباع قبل الكتب الثقافية رغم غلاء سعرها". ويوجه ربيع اللوم الأكبر إلى وسائل الإعلام في تزايد هذه الظاهرة " أتابع ما تقوله الأبراج يوميا رغم عدم ثقتي بها، فاهتمام الإذاعات المتزايد بها يجعلني مضطرا لسماعها".
ودفعت الانتقادات التي وجهها ربيع بخصوص تزايد الاهتمام بالأبراج مروة للدفاع عن سبب تزايد الظاهرة لدى الشباب المصري بقولها "أعتقد أن حس الفكاهة الذي يميز الشعب المصري هو السبب الذي يدفعهم لقراءتها ".
ويعود تزايد إقبال الشباب على قراءة الأبراج إلى أسباب مختلفة، كما يقول الباحث الاجتماعي المغربي علي شعباني في حديث خاص مع دويتشه فيله " تتحدث الأبراج عن عالم الغيب والمستقبل، وهي أمور غالبا ما يسعى الإنسان لمعرفتها، إضافة إلى أن هذه الأبراج تعد لدى الكثير من الشباب منقذا مهما لهم من ضغوطات الحياة" ويشير الباحث علي في الوقت ذاته إلى أن اهتمام الشباب المتزايد بقراءة الأبراج لا يعني بالضرورة إيمانه بها "فتوقعات الأبراج تتكرر دوما، ولا يمكن أن تتطابق مع ما يعيشه الفرد بشكل تام".
"رغم الحب لابدّ من تطابق الأبراج"
ورغم اختلاف أسباب تزايد إقبال الشباب على الاهتمام بالأبراج، يبقى من المهم معرفة مدى تعليقهم أمور حياتهم وخاصة العاطفية على ما تتنبأ لهم به.
الشاب الألماني ماتياس مثلا لا يعتمد بشكل كامل على الأبراج ويقول:"قد أؤمن بما تقوله الأبراج لي عن العمل والمال، أما بالنسبة للأمور العاطفية فمستحيل، لأن الحب مرتبط بالمشاعر وليس بالتكهنات". أما الشاب لوكاس فكان رأيه مخالفا لماتياس"رغم عدم إيماني بما تقوله الأبراج، إلا أنني لا أنكر أنني قرأت عن مدى تطابق برجي مع برجي صديقتي عندما تعرفت عليها".
وهو ما ينصح به المخرج المصري خالد غزالة، فخالد من برج الميزان، ولم يكن يؤمن نهائيا بمسألة توافق الأبراج، إلا أن زواجه من فتاة تحمل برج الأسد دفعه إلى تغير رأيه "قبل زواجنا كان الحب يغطي على مواصفات برجينا، كتعصبنا لأفكارنا وفرضنا لآرائنا، الأمر الذي تسبب في خلق الكثير من المشاكل بيننا".
"لا لبيع الأمل للشباب عبر الأبراج"
وتوافق مروة خالد الرأي، مؤكدة على أنه لا يمكن تعليق الأمور العاطفية والزواج على ما ترويه فقرة حظك اليوم أو فقرة الأبراج، ولكن من الأفضل مراعاة السمات الشخصية لكل برج "فمثلا غالبا ما تتفق الأبراج الهوائية مع الأبراج النارية، أما المائية فتتوافق بشكل كبير مع الترابية." وتشرح مروة أسباب التوافق بقولها: "كل برج يكتسب مواصفاته من مواصفات المادة التي يحملها، فأصحاب الأبراج المائية مثلا هم من الأشخاص الذين يتسمون بسهولة تكيفهم مع محيطهم، نظرا لكون الماء يمكن أن يأخذ شكل أي وعاء يوضع فيه".
لكن الباحث الاجتماعي علي شعباني فيشيرإلى ضرورة التمييز" بين ما تقوله الأبراج وبين علم الفلك." ويؤكد على أن تعليق الشباب آمالهم على ما تقوله الأبراج هو أمر مرفوض، لأنه يبعد الإنسان عن الواقع "آمل ألا تصبح فقرة الأبراج هي فقرة بيع الأمل لشبابنا وشاباتنا".
دالين صلاحية
مراجعة: منى صالح