هل سيعود الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن؟
١٥ أغسطس ٢٠١١بعد مرور أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي الرئيس صالح، والتي واجهت بالقوة المفرطة، أصيب الرئيس وأركان حكومته في حادث تفجير استهدف مسجد دار الرئاسة وتطلب الأمر نقلهم جمعيا للعلاج في المشافي السعودية. الآن وبعد الظهور العلني للرئيس صالح يدور جدل واسع في الشارع اليمني المعارض والمؤيد حول ما إذا كانت الأولوية لنقل السلطة، وفقا للمبادرة الخليجية التي وقعت عليها المعارضة وقيادات في الحزب الحاكم، ورفض الرئيس التوقيع عليها ؟ أم يجب التريث على عودة الرئيس والبدء بعملية حوار لكيفية تطبيق المبادرة؟
الموقف القبلي
في الثلاثين من الشهر الماضي أعلن في صنعاء عن إشهار تحالف قبلي يضم مشايخ وزعماء القبائل الذين أعلنوا تأييدهم للثورة الشعبية بقيادة الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد الأكثر قوة ونفوذا في اليمن،الذي تعهد في كلمته في حفل إشهار التحالف بأن لا يعود صالح لحكم اليمن أو أيا من أبنائه وأفراد أسرته مادام على قيد الحياة.وهي القبيلة التي يفترض أن الرئيس صالح ينتمي إليها أيضا.
موقف المعارضة السياسية
المعارضة الرئيسية (اللقاء المشترك)راهنت كثيرا على الحل السياسي المدعوم دوليا وإقليميا وما تزال وإن كانت مؤخرا أعلنت عدم القبول بالحوار إلا بعد نقل السلطة رسميا للنائب، وحددت يوم ال17من أغسطس الحالي كموعد لإعلان الجمعية التأسيسية التي ستشكل الحاضن لقوى الثورة ومنها سيتم تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة وإدارة الفترة الانتقالية، وهو موعد يتأخر يومين عن الموعد الذي قيل أنه حدد للرئيس صالح لإعلان نقل السلطة.ويرى عبد السلام الرزاز عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك أن "كل الخيارات مفتوحة"رغم تشكيكه بجدية الطرف الآخر ولكنه أقر بأن المجلس الوطني قد تأخر كثيرا.
كيف ينظر الشارع اليمني إلى عودة الرئيس؟
يستغرب شاب يمني فضل عدم ذكر اسمه أن تسأله إن كان الرئيس صالح سيعود إلى الحكم، ويرد بحزم " الرئيس سيعود وإذا لم يعد فإننا سنذهب لإعادته" ويتفق معه في الموقف المواطن سمير الصنعاني الذي تحدث لـ دويتشه فيله وكان في حالة توتر "سيعود وسيقضي على المخربين الذين يقطعون الطرق والكهرباء ويفتعلون الأزمات ."
ولكن المواطن اليمني خالد السنباني يتخوف من عودة الرئيس صالح ،ويقول لـ دويتشة فيله "إذا عاد الرئيس إلى الحكم فإن الوضع في البلاد سيزيد سوءا" ويتفق معه في الرأي الشاب عبد الرحمن سعيد الذي يتوقع "إذا عاد صالح للحكم فإن الأوضاع ستتأزم أكثر".ولا يستبعد منير محمد أن تكون العودة "بموجب اتفاق يقضي بنقل صلاحياته للنائب وفقا للمبادرة الخليجية"، ويعقب الأستاذ الجامعي محمد عثمان " إذا وافق على نقل صلاحياته فلا خطورة من عودته أو حتى بقائه رئيسا فخريا "أ
أما أحمد حمرو، موظف عام، فيجزم بعدم عودة الرئيس صالح ، مدللا على ما يقول " لا يوجد إمكانية لعودته، والدليل على ذلك استدعاؤه لقيادات عليا من حزبه للاجتماع بها في الرياض" ويضيف " ليس لديه خيار سوى القبول بالمبادرة الخليجية"، معللا ذلك بأن الرئيس صالح لم يعد معولا على الحرب التي ظل يهدد بها مرارا ويرى بأنه "لن يقدم على عمل من هذا النوع، لأنه يعرف إن ما تبقى له من وحدات عسكرية لن تصمد كثيرا وسوف تتفكك سريعا إذا ما قرر أن يخوض حربا"ولذلك فهو يسعى للاستفادة من الوضع القائم لتحقيق أكبر قدر من المكاسب عبر التفاوض.ويوافقه بالرأي المهندس مختار محمد.
ولكن الأكاديمي اليمني عبد الملك طاهر لا يستبعد "الوصول إلى تسوية، لأن الموقف وصل إلى حالة من التكافؤ بين القوى، ولا أحد يستطيع أن يزيح الآخر" ويتمنى القيادي في ساحة التغيير بصنعاء عبد اللطيف المرهبي، رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد شباب اليسار عودة صالح لليمن، كي "يتمكن الثوار من ملاحقته قضائيا أمام المحاكم الوطنية، ولكنه يستبعد عودته للحكم، لأنه "فقد شرعيته منذ انطلاق الثورة".
ويحذر القيادي في الثورة السلمية من "أي محاولة للعودة إلى الحكم أو التمسك به حتى وإن كان صوريا "، لأن ذلك في رأي القائد الشبابي يعني المزيد من "إراقة الدماء من قبل مليشياته وأفراد أسرته الممسكين ببعض الوحدات العسكرية"ويدعو المرهبي المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغط على صالح وعائلته "للقبول بإرادة الشعب اليمني الذي خرج رافضا للحكم الذي أذاقه الويلات."
سعيد محمد الصوفي - صنعاء
مراجعة: منى صالح