هل تلطخ اتهامات الفساد سمعة الكرة الألمانية؟
٤ نوفمبر ٢٠١٥وقت عسير يعيشه الاتحاد الألماني لكرة القدم في الآونة الأخيرة. فالحديث مثلا عن اتهامات بدفع رشاوى لاحتضان مونديال 2006 أو تهربات من دفع الضرائب. إنها أمور تقض حاليا مضجع أكبر اتحاد كرة قدم في العالم وتضع سمعة الكرة الألمانية على المحك، بعدما تم تتويجها حديثا بكأس العالم.
خضع القيصر فرانز بيكنباور للتحقيق من قبل لجنة القيم بالفيفا بتهمة عدم التعاون معها، ثم جاء قرار إيقافه لمدة 90 يوما في يونيو حزيران 2014 إلى حين رفع تلك العقوبة عنه. الآن امتدت التحقيقات إلى جهاز الكرة في ألمانيا بأكمله، وقد فتح الادعاء الألماني في فرانكفورت تحقيقات حول الاشتباه في تهرب ضريبي خطير يرتبط بواردات اللاتحاد الألماني لكرة القدم عام 2006 ، حيث قامت اللجنة المنظمة للاتحاد الألماني لكرة القدم بتحويل 6.7 ملايين يورو إلى الفيفا.
سلطات الضرائب داهمت منزل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ ومقر الاتحاد الألماني للعبة. كما شملت المداهمات منزل الرئيس السابق للاتحاد ثيو تسفانتسيغر وهورست شميت المسؤول البارز بالاتحاد أيضا. وكان الثلاثة يشغلون مناصب رفيعة في اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.
مطالب باستقالة رئيس الاتحاد
في هذا الوضع يزداد الضغط على نيرسباخ الذي لم يقدم توضيحات مقنعة لتهم الفساد في جهازه، حيث إنه ظل يؤكد أنه لا أساس لهذه الاتهامات من الصحة وأن ألمانيا لم تشتر قط أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية للتصويت على ألمانيا في تنظيم مونديال 2006. الآن وبالنظر للتطورات الجديدة ودخول الإدعاء الألماني في التحقيقات يشتد الخناق بشكل أكبر على نيرسباخ، خصوصا مع مطالبة بعض وسائل الإعلام اليوم الأربعاء باستقالته من منصبه.
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ " الألمانية فى مقال افتتاحى اليوم "قد لا يكون نيرسباخ المخادع الكبير.. ولكن أصبح من المتعذر الدفاع عنه بسبب وضعه كشخصية بارزة في الاتحاد الألماني للعبة، حيث تتجلى مهمته في الدفاع عن مصداقية هذا الاتحاد".
كما اعتبرت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" اليوم أن "الاتحاد (الألماني لكرة القدم) يدمر نفسه، غير أن التطورات الأخيرة تشكل فرصة قد تجبر الاتحاد الألماني على الإصلاح". ودعا رولف هوكه رئيس اتحاد كرة القدم في ولاية هيسن الألمانية إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس إدارة الاتحاد الألماني للعبة، محذرا من مزيد من الدمار للاتحاد طالما استمرت هذه القضية. أما صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار فقد أشارت إلى الضغط "القاسي" الموجود حاليا على نيرسباخ.
مونديال 2006 بفارق صوت واحد
من جهتها كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية أن روبرت لويس دريفوس المدير التنفيذي لشركة اديداس أقرض مبالغ مالية للجنة الألمانية المكلفة بتنظيم مونديال 2006 وذلك بهدف شراء أصوات. وكانت ألمانيا قد فازت بتنظيم بطولة العالم بفارق صوت واحد عن جنوب إفريقيا. وذكرت المجلة أن الاتحاد الألماني رد نفس قيمة المبلغ إلى دريفوس عن طريق الفيفا. ورفضت أديداس وهي أحد الرعاة الكبار للفيفا التعليق على ذلك.
وكان بيكنباور قد اعترف قبل أيام قليلة بأنه ارتكب خطأ في عملية التقدم بطلب استضافة كأس العالم 2006 ، وأشار إلى أنه ما كان من المفترض أن تنصاع اللجنة المنظمة لتوصية اللجنة المالية للفيفا بدفع مبلغ مقابل الحصول على منحة، غير أن بلاتر والفيفا نفيا وجود أي معرفة لهما بمثل هذا الاتفاق.
وإذا تبث فعلا تورط ألمانيا في شراء مونديال 2006 فسيكون ذلك ضربة موجعة، ليس فقط للألمان الذين تربطهم بمونديال 2006 ذكريات جميلة بل أيضا للكثيرين من الذين كانوا ينظرون إلى ألمانيا كاستثناء فيما يتعلق بالفساد الذي طال الكثير من اتحادات الكرة في العالم.