هل تفيد عقاقير متاحة سلفا في العلاج من فيروس كورونا؟
٩ يناير ٢٠٢١ربما تساعد عقاقير مستخدمة في مكافحة أمراض أخرى في مواجهة مسببات فيروس كوفيد-19. وهذا يعني أن الأطباء وخبراء الصحة ليسوا ملزمين بتغيير مكونات تلك العقاقير الطبية الموجودة سلفا. وربما يعني أيضا أن القضاء على الفيروس المستجد سيكون أسرع وبتكلفة أرخص.
وتوجد حاليا ثلاثة مجموعات دوائية مختلفة قيد الدراسة والاختبار لاستخدامها في مكافحة فيروس كورونا المستجد؛ وهي:
-
أدوية مضادة للفيروسات تقوم بمنع الفيروسات من التكاثر أو من دخول خلايا الرئة. تم تطوير تلك الأدوية المضادة للفيروسات ضد الأنفلونزا العادية، وضد التهاب الكبد من نوع C؛ هذا بالإضافة إلى فيروس خاص بنقص المناعة البشرية، والإيبولا. ومؤخرا أجريت اختبارات لعقاقير الملاريا. وكشفت نتائج الاختبارات فعاليتها ضد الفيروسات مؤخرا فقط.
-
أدوية خاصة بالمناعة تساعد على الحد من ردود الفعل الدفاعية للجسم. ويحول هذا النوع من الدواء دون قيام الجهاز المناعي بردود فعل كبيرة والتسبب بأضرار للجسم تهدد الحياة. ومن بين هذه الأدرية أدوية تم تطويرها لعلاج التهاب المفاصل أو مرض التهاب الأمعاء.
-
أدوية خاصة لحماية الرئتين. وتقوم هذه الأدوية بمد الرئتين بالدم الذي يحمل ما يكفي من الأكسجين. وتم تطوير الأدوية لعلاج أمراض كالتليف الرئوي مجهول السبب، وهو مرض يؤدي في الغالب إلى وفاة المصابين به.
وأظهرت النتائج التي أجريت في المختبر أن عقار "ريمديسفير" الذي تم تطويره في الأصل ضد عدوى الإيبولا، أثبت فعاليته أيضًا ضد فيروسات كورونا "السارس" (SARS-CoV) ، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV). ومع ذلك، فإن هذا اللقاح الذي حصل على ترخيص لعلاج فيروس كورونا لم يكن مقنعًا تمامًا في الدراسات السريرية. ولهذا السبب يقتصر استخدامه الآن في المرحلة المبكرة من المرض.
ومن بين العقاقير المتداولة - خاصة في أمريكا اللاتينية، كلقاح مفترض للقضاء على الفيروس المستجد، عقار علاج الأمراض الطفيلية في الحيوانات والبشر الذي يحمل اسم "إيفرمكتين". ويتميز بأنه غير مكلف في الانتاج ويمكن بيعه بدون روشتة طبية. ويتم استخدامه في الواقع ضد الجرب أو أمراض الديدان.
وكشف باحثون أستراليون في يونيو/ حزيران 2020 أن عقار "إيفرمكتين" يقلل بشكل كبير من الحمل الفيروسي لفيروس كورنا 2 المرتبط بالمتلازمة الحادة الشديدة "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2). لكن ليس هناك دليل دامغ ومقنع حول نجاعته. وتحذر الكثير من المنظمات الصحية من الآثار السلبية له، داعية إلى القيام بالمزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان "إيفرمكتين" يمكنه أن يكون مفيدًا في منع أو علاج فيروسات كورونا الجديدة.
كما تخضع مختلف عقاقير الملاريا للاختبار مع العنصر النشط المماثل "هيدروكسي كلوروكوين". لكن نتائج اختبارات سابقة في كل من مدينتي غوتينغن وبرلين الألمانيتين كشفت أن الكلوروكين ليس مناسبا لعلاج العدوى بفيروس كورونا.
وتعقد آمال كبيرة في الحصول على عقار مع تركيبة الدواء "لوبينافير" / "ريتونافير" ؛ الذي يستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. واستخدم الدواء في الصين، وتايلاند، وسنغافورة كلقاح ضد كوفيد-19، غير أن النتائج لم تكن مقنعة.
ويحذر جميع الخبراء والأطباء من استخدام أي من العقاقير سالفة الذكر دون استشارة الأطباء المختصين تفاديا للآثار الجانبية المحتملة، والتي قد تكون سببا في هلاك مستعملها.
الكاتب: ع.ع