هل تغير ألمانيا موقفها بشأن دخول الروس للاتحاد الأوروبي؟
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الجمعة (26 آب/أغسطس 2022) في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الدنماركي يبه كوفود في كوبنهاغن إن المستشارية الألمانية ووزارة الخارجية اتفقتا على "أننا سنجد حلا مشتركا في أوروبا (لمسألة قضاء المواطنين الروس إجازاتهم في دول التكتل) يجمع بين الاهتمامات والمخاوف المشروعة للجميع".
وفرضت دول الاتحاد الأوروبي، إستونيا وليتوانيا ولاتفيا المتاخمة لروسيا، وكذلك جمهورية التشيك بالفعل قيودا على دخول السياح الروس.
وتعتزم فنلندا أن تحذو حذوها في أيلول/سبتمبر المقبل. وتؤيد دول أخرى مثل بولندا أيضا تقييد إصدار التأشيرات للروس.
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس حتى الآن عن شكوكه إزاء هذا الأمر، وقال قبل أسبوعين في مؤتمره الصحفي الصيفي للصحفيين الدوليين تعليقا على مقترح بفرض حظر عام على دخول الروس للاتحاد الأوروبي: "هذه حرب بوتين، ولذلك أجد صعوبة في التفكير في هذا الأمر".
وأكد شولتس أمس الخميس موقفه خلال نقاش مع مواطنين في مدينة ماغديبورغ الألمانية قائلا: "إنها حرب بوتين. ليست حرب الروس. يجب ألا نقوم بهذا التعميم"، مضيفا في المقابل: "يمكن دائما الاطلاع على التفاصيل ويمكنني أيضا تفهم موقف الدول المجاورة".
وأشارت بيربوك اليوم إلى أن شولتس لم يرفض رفضا قاطعا تطبيق قيود على دخول الروس، وقالت: "لم يتم التعبير عن قطعيات، ولا حتى من قبل المستشار الألماني"، موضحة أنه عند التعبير عن مواقف خلال مقابلات يأتي التعبير في الغالب مقتضبا للغاية.
توثيق التعاون في مجال الطاقة
وعلى خلفية أزمة الطاقة الأوروبية تعتزم ألمانيا والدنمارك تعزيز التعاون بينهما في سياسة الطاقة. وتحقيقا لهذه الغاية وقعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خطة عمل مع نظيرها الدنماركي يبه كوفود اليوم الجمعة في كوبنهاغن، تنص على تعاون أكبر في الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
ووصفت بيربوك خطة العمل بأنها "برنامج طموح للغاية"، وقالت: "هذه الشراكة من أجل المستقبل ليست سوى استثمار في الأجيال القادمة". وذكرت بيربوك أن الدنمارك بالنسبة لألمانيا نموذج يُحتذى به، حيث إن الطاقة المتجددة تشكل مصدر 70% من الكهرباء المولدة هناك، وقالت: "إذا وحدنا قوانا، فسيكون هناك الكثير ممكنا"، مستشهدة على ذلك بتوسيع طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال وبحر البلطيق.
وفي أيار/مايو الماضي اتفق المستشار الألماني أولاف شولتس خلال اجتماع مع نظرائه من الدنمارك وبلجيكا وهولندا في مدينة إسبيرغ الدنماركية على مضاعفة سعة الطاقة المولدة من الرياح البحرية للدول الأربع بحلول عام 2030، وزيادتها بمقدار عشرة أضعاف بحلول عام 2050. وفي اجتماع قمة في جزيرة بورنهولم الدنماركية الثلاثاء المقبل يعتزم ممثلو الدول المطلة على بحر البلطيق أيضا في مناقشة تعزيز التعاون في مجال الطاقة.
وقالت بيربوك أن الكهرباء الخضراء والهيدروجين يجب أن يصبحا "ركائز مركزية لأوروبا أكثر حيادا مناخيا واستقلالا".
وتعتزم ألمانيا والدنمارك أيضا تعزيز التعاون في سياسات الأمن والدفاع والرقمنة وقطاع الصحة وحماية المناخ.
خ.س/ع.ش (د ب أ)