هل الجيش السوري مستعد لمواجهة هجمة عسكرية؟
٦ سبتمبر ٢٠١٣كيف سيكون رد فعل الجيش السوري على تعرضه لضربة عسكرية محدودة؟ حتى الآن من المعروف أن الجيش السوري، نقل عددا من وحداته إلى المناطق السكنية في العاصمة دمشق استعدادا لذلك، حسب ما نقله سكان على الأقل. ويقال إن الجنود نقلت معدات إلى مبان سكنية ومدارس ومساكن طلاب الجامعة، وأنه تم تحويل مسجد في حي المزة إلى ثكنة عسكرية. ولا توجد سوى تكهنات عند الإجابة على السؤال حول مدى جاهزية جيش الأسد بعد نحو عامين من الحرب الأهلية.
جيش لا يوثق به سياسيا
"الأسد لديه جيش كبير، ولكن معظم جنوده من الطائفة السنية ، وبالتالي فإن جزء كبيرا من جيشه لا يمكن الاعتماد عليه سياسيا"، حسب ما يوضح، في حوار مع DW ، المحلل السياسي جون بايك من لجنة الخبراء لدى GlobalSecurity.org. كما يلاحظ أيضا على مستوى الرتب الأعلى التكوين الصعب داخل الجيش، فقليل هم الضباط الميدانيون الذين يمكن أن يثق فيهم الأسد . ويضيف جون بايك أن "الضباط العلويين، الذين يثق بهم الأسد، يجب أن يبقوا في الثكنات العسكرية للتأكد من أن التشكيلات العسكرية لن تتمرد".
القوات المسلحة السورية، نظريا على الأقل، واحدة من أقوى الجيوش في العالم العربي. ولكن بعد الحرب الأهلية الطويلة لم تضعف فقط إرادة القتال لديها وانما انخفض أيضا عددها بشكل ملحوظ. وتوقع تحليل نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (IISS) في مارس من هذا العام أن يكون عدد القوات البالغ 325 ألفا قد انخفض إلى النصف. وتوقع ألبرت شتاهيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة زيوريخ في حديث مع DW أن العدد قد تقلص الآن بشكل أكبر من ذلك. فالجيش "كسر" بمعنى الكلمة بسبب الخسائر وفرار الكثيرين من الجندية.
ربما لديه دفاع جوي حديث
ويرى خبير الجغرافيا السياسية من زيوريخ أن المستودعات والأسلحة لازالت متوفرة بكميات كميرة. ويتوقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (IISS) أنه لا تزال توجد لدى الجيش السوري سبع فرق مدرعة ، وثلاث فرق مشاة ميكانيكية ، وفرقتان من القوات الخاصة و فرقة من الحرس الجمهوري ، مسؤولة عن دمشق. ويكمل ألبرت شتاهيل أستاذ العلوم السياسية ما ذكره الـ (IISS) قائلا: "الجيش السوري جري تزويده بالأسلحة لعقود من قبل الاتحاد السوفياتي السابق وبعده من قبل روسيا."
ولا يستبعد أحد القادة العسكريين لدى الدفاع الجوي الروسي، لم يذكر اسمه، أن يكون لدى سوريا نظام S- 300، تلك المنظومة الروسية عالية التقنية المضادة للصواريخ. وقال لوكالة الأنباء الألمانية " إذا لم تكن روسيا هي من زود سوريا بهذا النظام ، فيمكن أن تكون الصين أو روسيا البيضاء هي من فعلت ذلك منذ مدة طويلة." كلام مثير للجدل، ويشكك ألبرت شتاهيل في توريد تلك المنظومة لسوريا.
أكثر من ألف طن من الغازات السامة
منذ حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 بين العرب وإسرائيل يوجد لدى سوريا مخزون من الغازات السامة. وذكرت صحيفة الأحد الفرنسية " جورنال دو ديمانش " وجود أكثر من ألف طن من الغازات الكيماوية الحربية لدى سوريا، مستندة في قولها إلى معلومات حالية لدى المخابرات الفرنسية. وتحدثت الصحيفة عن مئات الأطنان من غاز الخردل و السارين ، الذين يمكن لكميات قليلة منهما قتل الأشخاص أو إصابتهم بجروح شديدة . ومن المتوقع أن تكون إيران أو روسيا زودت سوريا بهما، ولكن يتوقع أيضا أن تكون سوريا نفسها هي من أنتج الغاز السام .
ويقول ألبرت شتاهيل إن تأثير الغازات الكيماوية الحربية قد يمتد حتى 800 كيلومتر، وأن الأمر يتوقف على نوع الناقل لهذا السلاح. ويرجح عدم وقوع هجوم مضاد على السفن الإميريكية، إذا ما وجه الأميركيون ضربة عسكرية . كما يرجح شتاهيل أيضا بنفس القدر عدم توجيه ضربة انتقامية ضد إسرائيل، ويقول إن السيناريو الأكثر قبولا هو أن يكون الهجوم الجوي الأميريكي ضد أهداف محددة مسبقا في سوريا، وانتهى الأمر؛ لأن "مخاطر اشتداد الأزمة بالنسبة للأسد في حالة قيامه بالرد هي ببساطة كبيرة جدا."